عرض الإماراتيون تجربتهم في مجال الهندسة المعمارية الخضراء، خلال الندوة التي عُقِدت أول أمس في مركز الحسن الثاني للندوات، في إطار فعاليات منتدى أصيلة، في نسخته الثانية والثلاثين. واستعرض سامي المصري، نائب مدير عام هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ومدير المكتب الاستراتيجي للهيئة، خلال الندوة التي تناولت موضوع «الهندسة المعمارية الخضراء: التاريخ والآمال»، الجهود التي بذلتها إمارة أبو ظبي للحفاظ على التراث في مجال العمارة الطينية. وأوضح المصري أن تثمين خبرة إمارة أبو ظبي في مجال العمارة الطينية ينبع بالأساس من قناعةٍ بكون تجربة الهندسة المعمارية الخضراء تعد جزءا مهما من التطور العمراني في المستقبل، مبرزا جهود السلطات من أجل الحفاظ على المباني والمواقع الأثرية، بتعاون مع «اليونسكو». وذكَّر المُحاضِر بمبادرة هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بالتخطيط لإقامة مركز للبنايات الطينية في إمارة العين وكذلك بما قامت به الهيئة مؤخرا من ترميم ل«حصن الجاهلي» في الإمارة ذاتها، باستعمال تقنيات البناء التقليدية المعتمدة على الطين، مع إدخال أنظمة عصرية مناسبة ودائمة على البنايات الطينية العتيقة. وأشار المصري إلى أن تقنيات صناعة البناء المعتمِدة على وسائل تقليدية، تتمثل بالأساس في الطين، تتوفر على إمكانيات هائلة للتطور، تتماشى مع التوجهات العالمية نحو ترشيد استهلاك الطاقة، وبالتالي الحفاظ على البيئة. وتطرق المسؤول في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث إلى الدراسات التي تم إجراؤها من أجل فهم التراث واعتماد منهجيات للترميم والصيانة تضمن استدامة هذا النوع من العمارة الهندسية، دون الإخلال بهياكله الأساسية. من جهته، تطرق المهندس المعماري الألماني إيك روزواغ إلى الخصائص التي تطبع التشييد بالطين، كمادة بناء أساسية عازلة وصديقة للبيئة، تتسم بمقاومتها للتقلبات المناخية، مؤكدا أن إعادة إحياء هذا الأسلوب التقليدي من التراث المعماري يدخل ضمن رؤية تروم الحفاظ على جزء من الثقافة المادية للإنسانية. كما تطرق إلى الجهود التي بذلتها الإمارات العربية المتحدة من أجل إعادة اكتشاف موروثها الزاخر في مجال تقنيات البناء بالطين وفي النهوض بهذا الموروث، عبر إدماج عنصر الطين في البنايات الحديثة المشيَّدة لتعمِّر طويلا، وكذلك في المشاريع التنموية، خاصة المتعلقة بتشجيع البحث ومبادرات الدراسة والمحافظة التي تعنى بالبنايات الأثرية المشيَّدة بالطين. ويعد استعمال الطين في البناء ويُعَدُّ إحدى أقدم تقنيات البناء في العالم، إذ شيدت الشعوب على مدا آلاف السنين مباني اتخذت في بنائها الطين مادة أولية. يُذْكَر أن مكتبة الأمير بندر بن سلطان تحتضن، على امتداد فعاليات الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، معرضا للنماذج الهندسية في مجال الهندسة المعمارية الخضراء، التي تنهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الدولة التي تعتبر ضيف شرف موسم أصيلة لهذه السنة. وتعد هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، التي تأسست في 2005، هيئة حكومية تعنى بحفظ تراث وثقافة إمارة أبو ظبي والترويج لها.