تعرف جهة تادلة أزيلال بكونها الخزان المائي للمملكة, حيث يخترق المنطقة وادي أم الربيع الذي يعتبر ثاني أكبر أنهار المغرب, على مسافة طولها 600 كلم برافديه وادي العبيد ووادي تساوت. ويحتوي جوف الأرض بالجهة, التي تتوفر على موقع جغرافي استراتيجي متميز يجعل منها صلة وصل بين شمال المملكة وجنوبها, على فرشات مائية قابلة للاستغلال يبلغ حجمها حوالي 350 مليون متر مكعب. وتتوفر الجهة, التي يطلق عليها أيضا بلاد الماء, على ثمانية سدود منها اثنان من أكبر السدود في المغرب, هما سد بن الويدان الذي يستوعب مليار و300 مليون متر مكعب من المياه وسد أحمد الحنصالي الذي يستوعب 740 مليون متر مكعب من الماء. وقد ساهمت هذه المعطيات إلى جانب موقع الجهة, الذي يوجد بين السهول الخصبة الغنية بالمصادر الغابوية وجبال الأطلس الكبير والمتوسط الشامخة, وقربها من أهم الأقطاب الاقتصادية (الدارالبيضاء والرباط ومراكش وفاس), وانفتاحها على الأقاليم الجنوبية (ورزازات والرشيدية) وطبيعتها المتنوعة, إلى اعتمادها على فلاحة أضحت ذات شهرة وطنية كبيرة. وبذلك تعتبر الفلاحة النشاط الاقتصادي الأول بالجهة, وتستمد قوتها من مناخ ملائم ومصادر مائية هامة سواء الجوفية منها أو السطحية, وكذا وفرة اليد العاملة. وتتجاوز المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة 570 ألف هكتار من بينها 193 ألف هكتار مسقية, وهي تمثل 7 في المائة من المساحة الفلاحية و19 في المائة من المجال السقوي في المغرب. وتحتل الغابة, حسب إحصائيات صادرة عن المركز الجهوي للاستثمار, بجهة تادلة أزيلال 530 ألف هكتار, وهي تمثل 32 في المائة من تراب الجهة وحوالي 4 في المائة من المساحة الإجمالية الغابوية للمملكة, وتتميز بإنتاج خشب البلوط الجيد وإنتاجات مهمة كشجر الخروب. وتفيد الإحصائيات ذاتها, أن الفلاحة بجهة تادلة أزيلال تساهم في الإنتاج الوطني ب 20 في المائة من الشمندر السكري, و5ر7 من الخضر, و17 في المائة من الحوامض و18 في المائة من الزيتون, ونفس النسبة من مادة الحليب (210 مليون لتر سنويا). وبذلك تعتبر الصناعة الغذائية من أهم القطاعات الصناعية بالجهة لوفرة المؤهلات الفلاحية, حيث تستوعب 75 في المائة من عدد المزاولين بالقطاع الصناعي, و40 في المائة من المؤسسات الصناعية بالجهة, وتمثل 90 في المائة من الإنتاج والتصدير.