تؤرخ هذه الصورة, التي التقطتها عدسة المصور الشاب، آنذاك، محمد مرادجي، لتأسيس إحدى النقابات العمالية المغربية، ويتعلق الأمر بتأسيس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وتوثق الصورة، التي أخذت في شهر مارس من سنة 1960 للحظة تأسيس النقابة المركزية بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، وهي النقابة التابعة لحزب الاستقلال. وتبرز الصورة التاريخية هاشم أمين، أول سكرتير عام للاتحاد العام للشغالين بالمغارب، وهو يلقي خطابا حماسيا أمام العديد من العمال الذين وضعوا ثقتهم في هذه المركزية النقابية الجديدة، هو الخطاب الذي ألقاه في مقر النقابة في شارع مديونة بالقرب من درب عمر. ويأتي تأسيس هذه المركزية بعد سنة من الاصطدامات العنيفة بين أعضاء من الاتحاد المغربي للشغل واتحاد النقابات الحرة، والتي خلفت العديد من الخسائر المادية، واستدعت تدخل الأمن لتفريق الطرفين المتنازعين، وقد اندلع الصراع في شهر أكتوبر من سنة 1959. وجدير بالذكر أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب احتفل خلال هذه السنة بمرور خمسين سنة على تأسيسه، في الوقت الذي أطفأ الاتحاد المغربي للشغل شمعته الخامسة والخمسين، إذ تم تأسيس الاتحاد المغربي للشغل في 20 مارس 1955 كمنظمة سرية غير معترف بها قانونيا وذلك في غمرة الكفاح ضد الاستعمار الذي لعب فيه العمال دورا حاسما، قبل أن تعلن نفسها كصوت وحيد للعمال، ومع دخول الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، دخل الطرفان على خط التنافس.