لكل مسؤول سياسي مدينته المفضلة لإمضاء عطلته الصيفية سواء داخل المغرب أو خارجه، حيث يمارس هواياته المفضلة إن كانت له هواية، ويقضي أوقاتا ممتعة مع أقاربه وأسرته الصغيرة والكبيرة. لكن يبدو أن تزامن شهر غشت مع رمضان دفع البعض إلى العدول عن فكرة السفر وعدم تجشم عناء التنقل إلى مكان ما والاقتصار على إمضاء الوقت بالمنزل، لأنه يرى أن الوقت غير كاف. اختار عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي والوزير السابق، تمضية صيف سنة 2010 بالعاصمة بعد أن أعد برنامج هوايته المفضلة وهي القراءة التي يعطي فيها أولوية للكتب ذات الطابع السياسي، والتي قام باختيارها، وهو الذي اعتاد أن يقرأ كل عطلة صيفية الكتب التي يقتنيها طيلة السنة والتي لم يتمكن بفعل انشغالاته من قراءتها بشكل مفصل. «هذه السنة اخترت أن أقضي عطلتي في الرباط لأن وقت العطلة تزامن مع شهر رمضان، إلا إذا طرأ تغيير فيما قررته لحد الآن، فالعطلة التي لا تزيد عن 15 يوما لا يمكن أن نعتبرها كافية، فالعديد من الأسر ما زالت مشغولة بالتزامات مدرسية»، يقول بنعتيق، وهو يتمنى لو كانت الظروف مناسبة هذه السنة للسفر إلى المدينة التي يحب أن يسافر إليها كثيرا وهي مدينة أكادير التي يستهويه جوها البارد اللطيف والجميل، أو مدينة طنجة التي يزورها قليلا خلال الصيف. اعتاد الوزير السابق على قضاء عطلته الصيفية بالجنوب، وليس له مواصفات معينة لمقر الإقامة، فالذي يهم، حسب قوله هو «أن تتوفر فيه الحد الأدنى للراحة والاطمئنان، بغض النظر عن كونه إقامة أو فندقا، لأنه من خلاله يمكن أن يستمتع بنهمه للقراءة التي قلت درجتها مع مرور السنين وكثرة المسؤوليات، إذ اعتاد خلال المرحلة الطلابية على الإقبال على قراءة الكتب دون توقف، فقد كان يقرأ كتابا خلال ثلاثة أيام ورواية كل يوم، وهو ما أكسبه السرعة في القراءة مع التركيز. يعتبر بنعتيق أن العلاقة مع الكتاب ينبغي أن تكون تواصلية وتكون علاقة حب وشغف، لأن الذي يقرأ الكتاب وهو يحصي صفحاته فليس قارئا جيدا، فمن الأفضل أن يدع هذا الكتاب لأنه لن يتممه، يقول بنعتيق «مطالعة الكتب عندما تكون اختيارية ينبغي أن نقبل عليها بحب ولا نجعل الملل يتسرب إلينا، فلا ينبغي للقارئ أن يخلق عقدة مع الكتاب حتى يتمكن من قراءته من البداية إلى النهاية». ويأتي كتاب مذكرات الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك على رأس برنامج القراءة للأمين العام للحزب العمالي، سيحاول من خلاله التعمق في هذه المذكرات وقراءتها إلى جانب كتاب حول «اعترافات مصرفي» لصاحبه كريسوس، والذي يرغب المسؤول السياسي من خلاله في فهم الأزمة المالية، إضافة إلى كتاب «لونيل يحكي جوسبان» والذي يضم مذكرات السياسي ورئيس الوزراء الأسبق الفرنسي «ليونيل جوسبان»، ثم مذكرات «فرنسوا لود» لمعرفة حصيلة الحزب الاشتراكي الفرنسي، وسيحاول أيضا أن يقرأ مرة أخرى مذكرات الجنرال ليوطي التي كتبها «أرنو تسييي». ولعل ما يغري بنعتيق بالقراءة هو أن العديد من المذكرات هي عبارة عن استجوابات مطولة ومنها ما صمم على شكل فصول تجعل القارئ يقبل عليها بنهم.