ربما يكون تصنيف نمو قطاع التوزيع في الدول الناشئة من بين التقارير العالمية القليلة التي عرفت تحسن وضعية المغرب بين سنتي 2009 و2010، بحيث انتقل من المرتبة 19 إلى 15 ضمن 30 دولة ناشئة في ميدان قوة نمو قطاع التوزيع، وقد تصدرت الترتيب الصين ثم الكويت فالهند، وجاء المغرب بعد فيتنام في الصنف الثاني من الأسواق المصنفة بحيث نصحت الجهة التي وضعت التقرير، وهي شركة «أ.ت كيرني» الأمريكية العالمية المتخصصة في الاستشارات الاستراتيجية الراغبين في الاستثمار في قطاع التوزيع بالأخذ في الحسبان نمو هذا القطاع في المغرب وعناصر الجاذبية المتوفرة فيه. التصنيف يستند على 4 مؤشرات فرعية هي جاذبية السوق، وحصل فيها المغرب على 31.8 نقطة من أصل 100، وثانيا الخطر الاقتصادي والسياسي في البلد ونال فيها المغرب 60.6 نقطة أي أن الخطر فيه منخفض، وثالثا نسبة الإشباع في السوق مقارنة بالطلب المسجل وحصل فيها المغرب على 56 نقطة، أي 44 نقطة كهامش للتحرك، وأخيرا مؤشر ضغط الوقت ومنح المغرب فيه 46.9 نقطة وهو مرتبط بسرعة إنشاء المتاجر الكبرى. وخص التقرير المغرب ببعض الفقرات زيادة على جدول التصنيف ورسم بياني لجاذبية الأسواق الناشئة، وأشار فيها إلى أن المغرب بساكنته التي تصل إلى 30 مليون نسمة يوفر فرص الاستثمار في سوق قوي على المدى المتوسط والبعيد، مضيفا أنه تجنب الأسوأ فيما يخص تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية عبر تنويع اقتصاده، غير أن مبيعات قطاع التوزيع بالتقسيط ما زال ينمو ببطء. وكانت شركة «كارفور» قد دخلت في شراكة مع «لابيل في» وكلاهما متخصصتان في الأسواق الممتازة لبناء أول متجر كبير لهما في المغرب العام الماضي، ويأتي هذا في ظل التحولات التي أدخلت هذه المتاجر الكبرى على السوق المحلية وسلوك المستهلك فيما يخص طريقة شراء المنتجات المختلفة، وأشار التقرير إلى توقيع شركة «الفناك» الفرنسية المشهورة بتوزيع الكتب ومنتوجات تكنولوجية عالية اتفاقية مع مجموعة «أكسال» لفتح متجر لها في مجمع «موروكو مول» في الدارالبيضاء خلال السنة المقبلة.