أكد أفراد من الجالية المغربية أن رحلات عودتهم السنوية إلى المغرب، عبر إسبانيا، لا تخلو من تشنجات وسرقات، بل تصل إلى اعتداءات، ومنهم من يتم توقيفه لعدة ساعات من طرف عناصر من الشرطة الإسبانية، دون أي سبب مقنع، وكثيرا ما يتطور الأمر إلى الاعتقال، خاصة في منطقة «الخزيرات»، وأغلب هذه الجالية تقيم في إيطاليا وهولندا وفرنسا وبلجيكا.. وأضاف أفراد الجالية أن هذا الوضع يتكرر باستمرار وفي كل موسم، وأنه رغم الاحتياطات الخاصة التي يتخدونها فإنها لم تستطع أن تحد من معاناتهم، وأن الأمر يصبح أكثر سوءا عندما يتم توقيفهم من قِبَل بعض عناصر الشرطة الإسبانية، وهو ما قد يترتب عنه الاعتقال والضرب والتجريح النفسي، دون أسباب تدعو إلى ذلك، وهو ما يدعو إلى ضرورة تدخل السلطات المغربية لدى السلطات الإسبانية، للعمل على تأمين رحلة عودة الجالية المغربية إلى الوطن الأم، دون أي معاناة كثيرا ما تكون سببا في إحجام الجالية على العودة إلى المغرب، خاصة الجيل الثاني والثالث، أو أنها تتكبد مصاريف إضافية وتسافر عبر البحر أو الجو، هروبا من جحيم العودة عبر إسبانيا. وتوقع مغاربة الخارج أن يكون موسم العودة هذه السنة محفوفا بالحوادث، بسبب الأزمة الاقتصادية، حيث إن السرقات التي كانوا يتعرضون لها خلال السنوات الماضية، إذ كان عدد منهم يفقدون كل ما بحوزتهم من أموال، يتوقعون أن تسجل ارتفاعا. وعوض جلب العملة الصعبة إلى بلدهم، يضطرون إلى الاقتراض إما من البنوك أو من عائلاتهم، وكثيرا ما يقلصون مدة عطلتهم، بسبب الفاقة التي يجدون أنفسَهم فيها، وبدل قضاء شهر أو أكثر يضطرون إلى العودة قبل التاريخ الذي حددوه من قبل، ومنهم من يقضي عطلته في تجديد وثائقه التي فقدها مع الأموال التي سُلِبت منه أثناء الرحلة، وتتحول بذلك الرحلة السنوية من رحلة للبحث عن الراحة والاستجمام وصِلة الرحم إلى رحلة سفر للمعاناة المادية والمعنوية... وتساءل المعنيون عن السبب الذي يجعل السلطات المسؤولة لا تتدخل بحزم، لتأمين رحلة عودتهم، خاصة أن بعض الدول المستقبِلة لهم تتدخل لدى إسبانيا وتطالبها بتوفير الحماية لمواطنيها. وتقوم عصابات إجرامية، وفق تصريحات أفراد من الجالية ل«المساء»، بتقديم نفسها على أنها تمثل أجهزة السلطة الإسبانية، حتى تكسب ثقة الضحايا، ثم تقوم بسلبهم أموالَهم ووثائقهم، الشيء الذي يجعل عودة المهاجرين المغاربة إلى بلاد الغربة مهمة شبه مستحيلة. وحسب المصادر نفسها، فقد سبق لعائلات المهاجرين المغاربة أن وضعوا شكايات في الموضوع لدى السلطات الإسبانية، كما قامت عدة جمعيات مهمتمة بأمور الجالية بإصدار بلاغات تندد بما يُرتكَب في حق المهاجرين المغاربة ومحاولة إجبار السلطات الإسبانية على التحرك للضغط على السلطات الإسبانية، قصد فتح تحقيق في الموضوع لإلقاء القبض على الجهات التي تقوم بسرقاتها، بشكل منظم، غير أن الواقع يظل على حاله كل موسم صيف، وهو الموسم الذي يتدفق فيه أفراد الجالية بشكل كبير.