أحس أغلب من حضر الجمع العام لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، بخيبة أمل كبيرة، بعدما صادق المنخرطون بالتصفيق على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2009/2010، ببرودة دم غريبة، وكأن الفريق عاش أزهى فتراته هذه السنة وليست لديه أية مشاكل مادية أو تسييرية. وكانت نصف ساعة كافية للتصويت على التقريرين الأدبي والمالي، وتجديد ثلث أعضاء المكتب المسير، بعد أن أعطى الجمع العام الصلاحية للرئيس للقيام بهذه المهمة الثقيلة، في مشهد مأساوي، يدل على قمة استهتار المسيرين والمنخرطين على حد سواء بواقع الرياضة بمدينة طنجة. وحسب ما هو متعارف عليه داخل الجموع العامة فإن تلاوة التقريرين الأدبي والمالي تحتاج إلى مناقشة مستفيضة من المنخرطين قد تستمر ساعات طويلة، لأن الأمر يتعلق بلحظة تاريخية يجتازها الفريق، ذلك أنها تحدد مساره خلال السنوات والأعوام المقبلة، من خلال تشخيص دقيق للمشاكل المادية والتسييرية التي يعانيها، وعرضها بكل شفافية على المنخطرين الذين يناقشونها ويخرجون في النهاية بخلاصات عامة وباستراتيجية عمل، من شأنها أن تنقذ الفريق من مشاكله وتؤهله للعب أدور طلائعية في المستقبل. غير أن شيئا من ذلك لم يحدث خلال الجمع العام لاتحاد طنجة لكرة القدم، الذي عقد الجمع الماضي بمركز «الزياتن» التابع للفريق. فالمنخرطون الحاضرون ( 45 منخرطا حضروا من أصل 82) فضلوا التزام الصمت، وكانوا يستعجلون انتهاء الجمع العام، وعندما شرع الكاتب العام للفريق في تلاوة التقرير الأدبي انتفض أحد المنخرطين وطالب بوقف تلاوة التقرير، لأن الجميع يتوفر عليه وطالب بالمرور إلى المصادقة مباشرة دون نقاش، وسط استغراب الحاضرين، خصوصا أن هذا المنخرط، وهو بائع حلويات، استمر في الصراخ وتحريض الآخرين على التصفيق من دون أية مناقشة. أما التقرير المالي الذي ينبغي، حسب رأي بعض الحاضرين، أن يحال على قضاة المجلس الأعلى للحسابات ليحقق في المبالغ المالية الباهظة التي صرفها الفريق خلال هذه السنة والتي تجاوزت مليارا و100 مليون سنتيم، فإن لا أحد تحدث عنه وكأن الوضعية المالية للفريق بصحة جيدة وليس هناك ما يدعو إلى القلق بشأنها. أحد أعضاء المكتب المسير، انتفض في وجه المنخرطين بعدما تحرك فيه حس المسؤولية، وطلب منهم مناقشة التقرير المالي لأن الفريق، يقول هذا المسؤول، يعاني من وضعية مالية مزرية والدليل على ذلك هو كثرة الديون التي بذمة الفريق ينضاف إليها صندوق الفريق الذي يتوفر على صفر درهم. انتفاضة المسؤول المذكور لم تحرك شعرة في رؤوس المنخرطين، الذين فضلوا الصمت، غير أن بعض الغيورين على الفريق من خارج قاعدة المنخرطين طبعا، حاولوا ملامسة الجروح والإصابات التي يعاني منها الفريق، ولخصوا المشكلة في كون المكتب المسير لا يتوفر على استراتيجية عمل ولا يركز اهتمامه على الفئات الصغرى والمتوسطة، بل إن همه الوحيد هو جلب لاعبين متهالكين من خارج المدينة، يلعبون ضمن صفوف الفريق ويأكلون من أمواله ثم يغادرون.