سالت الدماء في المؤتمر الجهوي لحزب الاستقلال، الذي انعقد أول أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط، بعد عراك عنيف بين عضو بالمجلس الوطني ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بسلا، بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية. وكان المؤتمر قد عرف أجواء مشحونة مع انطلاق أشغاله بعد أن تقرر المرور مباشرة إلى عملية انتخاب المكتب الجهوي، وتجاوز تقديم التقارير والوثائق المتعلقة بالمؤتمر، وكذا تجنب الدخول في نقاش حول أوضاع الحزب على مستوى الجهة، وهو ما أثار مجموعة من التحفظات ترجمت إلى تدخلات قوية من طرف بعض المشاركين، تطالب بتفعيل الديمقراطية الداخلية، وعدم إتاحة الفرصة لمجموعة معينة تريد الاستيلاء على الحزب عن طريق جمع أكبر عدد من المناصب مقابل إقصاء الأطر الحقيقية، وهي التدخلات التي أغضبت بعض المشاركين، الذين اعتبروا أن هذه الإشارات موجهة إليهم، ليقوم يونس الصيباري، رئيس غرفة الصناعة التقليدية المحسوب على تيار عبد القادر الكيحل، بتوجيه مجموعة من الاتهامات إلى بعض المشاركين ليتطور الأمر إلى عراك عنيف مع حمودة العماري عضو المجلس الوطني. وتبادل الطرفان مجموعة من الاتهامات وسيلا من اللكمات، التي جعلت الدماء تسيل أمام أنظار أعضاء من اللجنة التنفيذية، من بينهم شيبة ماء العينين وعبد الإله البوزيدي وبوعمر تغوان، قبل أن يهب بعض الحاضرين لفك الاشتباك الذي انتهى بإصابة الطرفين بكدمات في أنحاء مختلفة من الوجه. وبعد أن تمت تهدئة الأجواء واصل المؤتمر الجهوي أشغاله حيث تقرر إضافة ممثل ثان عن الشبيبة وممثل عن المرأة الاستقلالية للرفع من عدد الأصوات، لينتخب الحسن فلاح كاتبا جهويا لحزب الاستقلال بجهة الرباط. مصادر مطلعة أكدت أن اللكمات التي تبادلها أعضاء حزب الاستقلال، والتي قد تتحول إلى نزاع معروض أمام المحاكم، هي مجرد تأثيرات جانبية للصراع القائم حاليا بين الاستقلاليين بمدينة سلا، والذي قد يتخذ أبعادا سياسية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية.