تمكنت الشرطة القضائية لأمن الخميسات من فك لغز مقتل مقدم شرطة على يد مجهول بشارع خالد بن الوليد، حينما كان عائدا إلى منزله بعدما أنهى عمله بنيابة التعليم كمراقب لسير الامتحانات حيث تلقى طعنة بمدية على مستوى الصدر من طرف مجهول قبل أن يلوذ بالفرار. وأكدت مصادر «المساء» أنه حوالي الساعة العاشرة ليلا استنفرت مصالح الديمومة التابعة للمنطقة الأمنية بالخميسات جميع عناصرها إثر تلقيها برقية عاجلة نشرت على اللاسلكي مفادها أن شرطيا تمت مهاجمته من طرف مجهول بواسطة مدية، مما سبب له جرحا على مستوى القلب وتم نقله على وجه الاستعجال بواسطة سيارة إسعاف إلى مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بين الحياة والموت. بمسرح الحادث تمكنت الشرطة بمعية عناصر مسرح الجريمة من التعرف على هوية الهالك المسمى قيد حياته (ح . ز)، وهو من مواليد 1964 متزوج وأب لطفلين، موظف بالمنطقة الإقليمية لأمن الخميسات. وأكد شهود عيان أن رجال الشرطة قاموا بمسح كلي لمحيط الجريمة بواسطة عناصر الشرطة وبمساعدة الكلاب المدربة، خاصة غابة حي السلام والأحياء المجاورة، لكن العملية لم تسفر عن اعتقال منفذ الجريمة، في حين قام محققون آخرون بالاستماع إلى شاهدين تقدما لمصالحها عقب وقوع الحادث لتأكيد رؤيتهما لمقترف الجريمة نظرا لتواجدهما في المنطقة التي شهدت الحادث، حيث أشارا في تصريحات متطابقة في مجملها إلى أنهما شاهدا الفاعل وهو متورط في مشادات مع الشرطي، قبل أن يدفعه بقوة ويغرس المدية في صدره ويلوذ بعد ذلك بالفرار عبر الممر الفاصل بين غابة السلام والسجن المحلي للمدينة، كما أدلى الشاهدان، خاصة القاصر (س.ز) المستخدمة في محل لكراء السيارات، بأوصاف دقيقة للفاعل تم استغلالها من طرف المصلحة التقنية للتشخيص القضائي لرسم صورة تقريبية للمتهم، تم تعميمها على مختلف الوحدات الأمنية ورجال الاستعلامات العامة من أجل الإسراع بإيقافه. وتكللت المجهودات التي قامت بها مختلف الوحدات الأمنية يوم 18من يونيو الجاري بإيقاف المشتبه في تورطه في الجريمة بدلالة من صاحب محل كراء السيارات (م.ز)، بعد مقاومة شرسة من الظنين تسببت في إصابة عميد شرطة برضوض على مستوى جبينه، وتبين من خلال المعاينة الأولية أن الموقوف يعاني من اختلالات نفسية وعقلية، وعند عرضه على الشاهدين تعرفا عليه بسرعة وبدون تردد. ونظرا لما بدا على المقبوض عليه من هذيان، تتابع المصادر، تم عرضه على طبيب مختص في الأمراض العقلية والنفسية، أكد أنه يعاني من مرض هذيان حاد مع تفكك واضح في الفكر وعدم التناسق بين العاطفة والإدراك، ما يجعل الاستماع إليه غير ذي جدوى، مشيرا إلى أن ذلك لن يصبح ممكنا إلا بعد خضوعه لعلاج يمكنه من وضوح أفكاره ووضوح سلوكه. وبالانتقال إلى مسكن الموقوف، حجزت الشرطة 95 علبة أقراص صيدلية فارغة «ازطان» و8 علب سجائر و26 ولاعة غير صالحة للاستعمال، أوضحت أمه للمحققين، تضيف المصادر، أن ابنها خضع لعلاج نفسي بمستشفى الرازي، وكان يتناول «أزطان» بانتظام إلا أن توقفه عن تناوله في الآونة الأخيرة ساهم في حدة مزاجه وسلوكه العدواني، وقد سبق أن مارس العنف عليها وعمد إلى تكسير مختلف تجهيزات البيت، ما جعلها تقدم شكاية ضده إلى المصالح الأمنية، مما تسبب له في عقوبة حبسية سنة 1999 بتهمة العنف في حق الأصول. وأحالت الشرطة القضائية يوم الإثنين 21من يونيو الجاري (م.آ) وهو من مواليد 1974 أعزب وبدون مهنة، على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط بتهمة القتل.