يستنكر أبناء الزاوية الشرقاوية المعاملة غير اللائقة ويحتجون على ما نعتوه بالطريقة «المهينة» و«المستفزة» التي عوملوا بها من قبَل شخص نصب نفسه، بين عشية وضحاها، مقدما على الزاوية، والذي عجز، عن تقديم أي وثيقة تثبت تعيينه سواء على رأس الفرع الذي يمثله، أو على رأس الزاوية، حسب ما صرح به الشرقاوي أحد أبناء الزاوية، المنتمي لفرع الداوديين ل «المساء». وفي السياق ذاته قرر أبناء الزاوية، الذين اقتيدوا من حرم ضريح جدهم بوعبيد الشرقي، قطب الزاوية الشرقاوية، رغما عنهم إلى مخفر الشرطة بعد إيهام المقدم المذكور رجال الأمن بوجود فوضى داخل الزاوية، مصدرها المقدمين، رفع دعوى قضائية ضد المقدم من أجل رد الاعتبار. ويتساءل أبناء الزاوية الشرقاوية عن مصيرها بعدما أسندت قيادتها الروحية، مشيختها ل«مزوار» جديد، إضافة إلى كونه لم ينتخب من قبَل «مقدمي» الفروع، ولا تتوفر فيه الشروط الفكرية ولا الروحية، وهي المعايير المتوارثة في اختيار «مزوار» المرابطين، حفدة بوعبيد الشرقي، ومنها حفظ القرآن الكريم، وسنة رسوله (ص)، وحفظ موطأ الإمام مالك علاوة على الاطلاع التام على التراث الصوفي للطريقة الجزولية الشاذلية. فالأمر هنا، حسب ما أدلى به مصدر «المساء» لا يتعلق بتغيير شخص بآخر وإنما هو تحول لافت، لأن «المزوار» السابق تولى هذه المهمة لمدة تفوق 5 عقود، ويحظى بشخصية قيادية ومواصفات شخصية وعلمية واسعة قل نظيرها، ساهمت إلى حد كبير في انبعاث الزاوية الشرقاوية العريقة، وقد حظي بالإجماع والعطف من أعلى المستويات طيلة 60 سنة. ويضيف المصدر ذاته أن الزاوية الشرقاوية قد اضطلعت منذ تأسيسها بترسيخ التصوف السني المعتدل، والحفاظ على الوحدة الروحية للمغاربة من خلال بذل الجهود لتحقيق التواصل المستمر سواء بين الشيخ ومريديه، أو بين أشياخ الزوايا في ما بينهم، بغية تمتين علاقتهم الدينية (الأخوة في الله والأخوة في الطريق)،. أو من أجل التناصح والمشورة. كما كان لها وما يزال دور ثقافي واجتماعي يتجلى في نشر عناصر التآلف والتعاون بين مكونات المجتمع.