سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنرال حرب أفغانستان يستقيل بعد انتقاده الإدارة الحالية وجنرال حرب العراق يأخذ مكانه أوباما: قبولي استقالته ليس نابعا من إهانة شخصية بل لحماية أمننا القومي
في خطوة كانت متوقعة في واشنطن منذ يومين، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبوله استقالة الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان, وذلك إثر الضجة الإعلامية التي تسببت فيها تعليقات الجنرال حول كبار الشخصيات في الإدارة الأمريكية. وأعرب أوباما، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، زوال يوم الأربعاء عن أسفه لفقدان «رجل من قيمة ماكريستال»، لكنه شدد على ضرورة أن تكون صفوف إدارته موحدة لإدارة الحرب التي تشنها في أفغانستان. وعلى الرغم من أن أوباما قال في المؤتمر الصحفي إنه لم يقبل استقالة الجنرال ماكريستال بسبب إهانة شخصية وجهها له، لكن جميع الدلائل كانت تشير إلى أن أوباما لم يستسغ أبدا السخرية التي طبعت تصريحات الجنرال ماكريستال الصحفية لمجلة «رولينغ ستون» حول الرئيس الأمريكي ونائبه وعدد من رموز الإدارة الحالية. وكان ماكريستال سمح لصحفي من المجلة بمرافقته طوال يوم كامل لكتابة بورتريه مطول عنه وعن كيفية إدارة الحرب في أفغانستان تحت عنوان «الجنرال الشارد»، وسجل الصحفي كيف سخر الجنرال المخضرم من سكان البيت الأبيض وخصوصا من نائب الرئيس جو بايدن، الذي قال عنه الجنرال إنه لا يحسن الحديث إلى وسائل الإعلام، بل وسخر حتى من اسمه جو بايدن ونطقه «جو بايت مي» أي «جو عضّني» ! كما وجه الجنرال ماكريستال انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية، وقال إنها لا تعرف حقيقة ما يجري في أفغانستان، كما اتهم السفير الأمريكي في أفغانستان بخيانته وترويج شائعات مغرضة عنه، مما تسبب في إغضاب كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية الذين اعتبروا تصريحات الجنرال ماكريستال خروجا عن النص وتشويها للصورة المتماسكة التي تحاول البنتاغون ترويجها عن الجيش الأمريكي. وعوّض أوباما الجنرال ماكريستال بقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد باترايوس, الذي يراعي تقاليد واشنطن بحذافيرها ويعرف كيف يتعامل مع وسائل الإعلام ويعي جيدا الخطوط التي لا يجب أن يتجاوزها، كما أنه يحظى بتقدير خاص من قبل أعضاء مجلسي الكونغرس كونه كان وراء فكرة إنشاء مجالس الصحوة في العراق التي قلبت معادلة الحرب قبل ثلاث سنوات وشاركت في قتال أعضاء تنظيم القاعدة وطردهم خارج العراق. وشدد أوباما في المؤتمر الصحفي على أن استقالة الجنرال ماكريستال وتعيين الجنرال بترايوس بدله مجرد «تغيير للرجال وليس تغيير للسياسات» وقال إن «الحرب أكبر من أي شخص سواء كان رئيسا أو جنرالا» معتبرا أن قراره يخدم الأمن القومي الأمريكي «لأن ما تم نشره لا يفي بالمعايير التي ينبغي أن يضعها قائد عسكري لجنوده».