يرتقب أن يحج الآلاف إلى سهرات "تيميتار" في دورته الخامسة، بالنظر إلى الأسماء التي تمت دعوتها لتنشيط فقراته، حيث انطلقت السهرة الافتتاحية، مساء أمس الثلاثاء، بحفل من تنشيط الفنان العالمي "يوسو ندور"، الذي صرح خلال ندوة صحفية نظمها ظهر أمس: "سأقدم أحسن ما في جعبتي في أكادير وأنا أفرح كثيرا عندما أغني في بلد إفريقي". وأضاف يوسو أنه لا زال ملتزما بمناهضة الدول الثماني الكبرى، وحفل تيميتار هو جزء من جولة عالمية في هذا الصدد للدفاع عن الفقراء". في المقابل عبر العديد من المواطنين عن انزعاجهم من برمجة سهرة الفنان اللبناني مارسيل خليفة إلى جانب سهرة الفنان القبايلي "إيدير" في ليلة واحدة لكن في مكانين مختلفين، كما انتقد البعض ما أسموه ب"الحيف" الذي أقدم عليه المنظمون الذين قرروا أن حفل مارسيل سيكون بالدعوة مما يعني: "إقصاء العديد من المواطنين من متابعة هذا الحفل"، لكن يرتقب أن يكون حفل "إيدير أنجح من حفل مارسيل بحكم اللغة"، كما صرح أحد المنظمين. وفسرت بعض المصادر من لجنة التنظيم هذا الأمر بأنه "من غير الممكن فتح حفل مارسيل خليفة للجميع وأن الأمر يتعلق فقط بضرورة خلق توازن في المهرجان". في نفس الصدد صرحت مصادر أمنية بأن "الاستعدادات قد تمت ليمر هذا المهرجان في أحسن الظروف"، وأنه "ليست هناك استعدادات استثنائية وإنما نفس الاستعدادات التي تتم في كل المهرجانات"، كما قال أحد المنظمين: "إن كل شيء جاهز لانطلاق المهرجان"، وأضاف أن "هذه الدورة تعتبر من أنجح دورات تيميتار بالنظر إلى الأسماء المشاركة"، وكشفت بعض المصادر أن ميزانية الدورة الخامسة لمهرجان "تيميتار" وصلت هذه السنة إلى ما يقارب 11 مليون درهم تشمل كل لوازم التنظيم وأجور الفنانين. وأضافت نفس المصادر أنه من المرتقب أن يحج أكثر من 100 ألف شخص لمتابعة هذه الدورة. ورغم كل الأسماء القوية المشاركة في دورة هذه السنة من "تيميتار"، فإن أغلب سكان عاصمة سوس ينتظرون بقوة سهرة مجموعة "إزنزارن"، التي تعتبر من أكثر المجموعات شهرة بأكادير والتي تركت بصماتها على الأغنية الأمازيغية، وخلقت في السنوات الماضية حركة اجتماعية وفنية قوية بعاصمة سوس تسمى "تازنزارت"، حيث أصبحت هذه المجموعة هي لسان حال الشباب الأمازيغي، كما أسست لنوع من الهوية بالنسبة للشباب المهمش، حيث يرتقب أن يكون حفل مجموعة إزنزارن أنجح حفلات المهرجان على الإطلاق. من جهة أخرى، حج العشرات من أبناء عاصمة سوس إلى مسرح الهواء الطلق التابع للمعهد الفرنسي بأكادير، ليلة أول أمس، لحضور أول عرض مسرحي مبرمج في إطار فعاليات مهرجان تيميتار في دورته الخامسة، والذي أهداه المنظمون إلى "روح الكاتب والروائي والشاعر محمد خير الدين"، وقد عرف هذا العرض حضور كل من عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، وادريس اليازمي رئيس المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج، بالإضافة إلى رئيس جمعية تيميتار عبد الله غلام . وقد صفق الجمهور طويلا لأداء الفرقة المسرحية التي أعادت كتابة سيرة محمد خير الدين من خلال مؤلفاته، وكان لافتا الاقتباس الذي قام به أبناء المنطقة لنصوص خير الدين، وإعادة تقديم بعضها بالأمازيغية، كما اعتمد مخرج العرض على كل الإرث الأمازيغي في الموسيقى واللباس والرقص لإعادة بناء شخصية صديق "جان بول سارتر" الذي ظل طويلا يكتب من المهجر، والذي يصفه البعض ب"الوجودي المغربي". من جهة أخرى، تأخر عرض المسرحية، الذي كان متوقعا على الساعة التاسعة ليلا، لينطلق في حدود التاسعة والنصف ليلا "في انتظار وصول كل المدعوين"، وقد بدا وزير الفلاحة فرحا بالعرض الذي تم تقديمه، بحيث صعد إلى المنصة وسلم على كل أعضاء الفرقة وهنأهم على العمل الذي قدموه، قبل أن يغادر مسرح الهواء الطلق بسرعة، من جانبه علق إدريس اليازمي على العرض المسرحي قائلا: "في المغرب هناك أشياء كثيرة جميلة.. وهناك شباب يشتغل". في سياق آخر أحرج العديد من المسؤولين الذين يتحدثون الأمازيغية، خلال أحد فصول المسرحية، عندما قام أعضاء الفرقة بإعادة تقديم أحد النصوص الذي كتبه خير الدين والذي تمت ترجمته إلى الأمازيغية، حيث ينتقد الكاتب السلطة والمخزن والنظام، قائلا: "المخزن هو السبب"، وكان ذلك بحضور عزيز أخنوش والعديد من المسؤولين بالمدينة، بالإضافة إلى العديد من المدعوين.