دعا باحثون ومثقفون ومهتمون في طنجة إلى إعادة الاعتبار إلى الفنون المحلية من الموسيقى، من أجل إعادة ربط موسيقى الشمال بباقي الفنون الموسيقية في المغرب وفك العزلة عنه. وقال مصطفى أقبيب، الباحث في الموسيقى الجبلية وعضو اللجنة المنظمة للمهرجان، إن هذا الفن عانى لفترة طويلة من التهميش والتهجين، وأن ذلك كان السبب الرئيسي في تراجعه واقترابه من مرحلة الاندثار. وأضاف أقبيب، خلال ندوة نظمتها جمعية «أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية» لتقديم فعاليات المهرجان، إنه تم التعامل مع فن الطقطوقة الجبلية كفن تسييحي، مع أنه «من صميم حياتنا على كافة المستويات، وليس واجهة تبريرية لانتقال مجتمع بدوي إلى آخر مديني في الفرجة فقط». واعتبر أقبيب أن هذا الفن الموسيقي تعرض لتهجين من الداخل، أي عن طريق عدم الإلمام بقواعده وقوانينه وآلاته الموسيقية وضوابط أشكاله التعبيرية، وهو ما يؤدي إلى الخلط بين الطقطوقة الجبلية وغيرها عبر إدخال آلات موسيقية لا علاقة لها بهذا اللون، أو استحداث رقصات تشوه دلالات رقصات الطقطوقة ورموزها الحضارية والتاريخية». وقال بيان صدر عن جمعية «أجراس»، التي تشرف على تنظيم المهرجان الثاني للطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة شهر يوليوز المقبل، إن المهرجان «يأتي في سياق ثقافي متميز داخل النسيج التراثي المغربي الذي بدأ يعرف تحولات هامة من حيث منطق التفكير». وأضاف البيان أن المهرجان يعتبر «حدثا ثقافيا في مدينتي طنجة وتطوان، ويهدف إلى توسيع دائرة الاهتمام بفن العيطة الجبلية على اعتبار خصوصيته في التعبير الموسيقي والتعبير اللغوي والجسدي». واعتبر البيان أن التركيز على عنصر الخصوصية لا يقوم على رؤية إقليمية شوفينية تعزل منطقة جبالة عن باقي المناطق المغربية التي تملك هي نفسها خصوصياتها أيضا، بل إن الكشف عن اختلاف العيطة الجبلية عن غيرها هو ما يعطي للتعدد الثقافي معناه الحضاري وأفقه التواصلي داخل مجتمع متجانس». ويرتقب أن يتم تنظيم مهرجان للطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة ما بين 17 و21 يوليوز المقبل، حيث سيتم لأول مرة توزيع فقرات هذا المهرجان ما بين مدينتي طنجة وتطوان، وهما مدينتان تقتسمان بنسبة كبيرة تراث هذا الفن الموسيقي، بالإضافة إلى مدن أخرى في شمال المغرب مثل شفشاون والعرائش ووزان وتاونات. وحسب منظمي المهرجان، فإن فعاليات ثقافية سترافق السهرات الموسيقية للمهرجان، حيث سيتم تقديم ندوات علمية وتكريم عدد من رواده وإزاحة الصور النمطية والتهميش الذي لحق هذا الفن الموسيقي، من خلاله محاولة تحويله إلى مجرد موسيقى مناسباتية في السهرات الفنية والكرنفالات، كما ستتم إقامة حفلات تعبر عن العرس الجبلي وتقاليد المنطقة. كما يرتقب أن ترافق المهرجان إقامة أروقة لمنتجات الصناعة التقليدية لمنطقة الشمال عموما، ومنطقة طنجة-تطوان خصوصا، وخلق رواج اقتصادي خلال أيام المهرجان.