مطعم «مراكش بلاص» آخر قلاع المطبخ المغربي في العاصمة الأمريكيةواشنطن، بعدما أقفلت ثلاثة مطاعم أبوابها خلال السنوات الأخيرة. «مراكش بلاص» يقدم مختلف الأطباق المغربية بطريقة مبتكرة للزبناء الأمريكيين وسط جو شرقي ساحر. «المساء» التقت محمد السحنوني، أحد الشركاء الأربعة في ملكية المطعم. - كيف يمكن أن تقدم نفسك للقراء؟ < اسمي محمد السحنوني، من مدينة فاس. جئت إلى الولاياتالمتحدة أول مرة سنة 1990 بفيزا سياحة مع أختي وزوجها، وأعجبت كثيرا بنمط الحياة في العاصمة الأمريكيةواشنطن، فقررت البقاء والعيش فيها. عملت لدى عائلة في البداية، وتدرجت في عدد من الأعمال الأخرى قبل أن أصبح ما أنا عليه اليوم. متزوج من سيدة مغربية ولدي طفلان. - كيف وُلدت فكرة مطعم مغربي في قلب واشنطن رغم المنافسة الشديدة من قبل مئات المطاعم العالمية المنتشرة هنا؟ < ولدت الفكرة بعد نقاش جمعني بأصدقاء مقربين حول عدم وجود مطعم مغربي في واشنطن ونواحيها «كيحمر الوجه» ويقدم الأطباق المغربية اللذيذة للمواطن الأمريكي أو العربي أو حتى الأجنبي المقيم في الولاياتالمتحدة. هناك بعض المطاعم المنتشرة هنا وهناك، لكنها ليست في المستوى. لهذا قررنا إنشاء مطعم مغربي ذي مستوى راق يمكن أن يزوره المسؤولون السياسيون والدبلوماسيون وحتى المواطنون العاديون. - ولماذا اخترتم اسم «مراكش بلاص» بالضبط؟ < قضيت أنا وشركائي خالد وجمال وإدريس قرابة أربع سنوات نفكر في المشروع، واخترنا في النهاية هذا الاسم وهذا الديكور الباذخ والمتميز بالهندسة المغربية الأندلسية، وقد سهل الأمر علينا كوننا اشتغلنا جميعا في مطاعم مغربية من قبل. - ما هي العوائق التي وقفت في طريقكم في البداية؟ < أهم مشكل كان هو جذب الزبناء إلى المطعم وتعريفهم بالطبخ المغربي المجهول تقريبا من لدن الأمريكيين، الذين يعتقدون أنه حار مثله مثل المطبخ الهندي. - كم بلغت كلفة إقامة هذا المطعم؟ < أكثر من مليوني دولار. - وهل تحققون أرباحا كبيرة من وراء مشروع تكلف هذه الميزانية الكبيرة؟ < الحمد لله نحقق أرباحا مهمة، ونحن راضون تماما من هذا الجانب. - هل يمكن إعطاءنا بعض الأرقام مثلا عن مداخيل المطعم في يوم أو أسبوع مثلا؟ < لا أريد إعطاء أرقام، لكنني أؤكد أننا سعداء كثيرا بالمداخيل والأرباح. - من هم الزبناء الذين يزورون مطعمكم باستمرار، الأمريكان أم المغاربة؟ < 95 في المائة من زبناء المطعم أمريكيون، ونسبة الخمسة في المائة الباقية تتوزع بين العرب بصفة عامة والمغاربة وجاليات أخرى. - بعض المهاجرين المغاربة أعربوا عن استيائهم من الأثمنة الغالية التي تفرضونها على زبنائكم، بماذا ترد على ذلك؟ < المهاجرون المغاربة لا يأتون إلى المطعم، ليس لأنه غال، فهم يمكن أن يذهبوا إلى مطعم فرنسي أو إيطالي وسيدفعون نفس المبالغ التي تدفع في مطعمنا، لكنهم عندما يذهبون إلى مطعم مغربي فإنهم يستخسرون دفع عشرة دولارات مقابل طبق سلطة صغير. بعضهم يطلب وجبة دجاج مثلا، وعندما يحين وقت الدفع يفاجأ بالفاتورة وينادي علي ويقول «علاش هاد الفلوس كلها أصاحبي، راني ممكن نمشي نشري دجاجة من السوبرماركت غير بثلاثة دولارات، ونطيّبها فداري وتطلع ليا القضية رخيصة»! يعني أن المهاجرين المغاربة لا يحبذون الدفع مقابل الأكل المغربي، لأنهم متعودون عليه ويمكنهم تحضيره في البيت. - لكن أثمنتكم فعلا غالية مقارنة بأثمنة المطاعم الصينية أو المكسيكية مثلا؟ < هذا صحيح، لكن مطعمنا راق ويقدم أطباقا مبتكرة تستغرق وقتا طويلا في الإعداد وتدخل في مكوناتها بهارات غالية. نحن نقدم كل شيء في المطبخ المغربي مثل البقولة والفول المشرمل والبسطيلة والحوت والطاجين وكل شي اللي ممكن يجي على بالك. حتى الجلسة داخل المطعم مختلفة ومميزة. - كم يبلغ عدد العاملين في المطعم؟ < 18 عاملا. - كم واحد منهم مغربي؟ < 14 عاملا مغربيا بالضبط. - كم عدد الطباخين؟ < اثنان، رجل وامرأة من مدينة فاس. - هل تستوردون المواد الأولية من المغرب؟ < لا، لكننا نحصل عليها عن طريق شركات دولية تستورد تلك المواد وتبيعها لنا. - ولماذا لا تقومون بذلك بأنفسكم؟ < صعيب بزاف، كاين مشاكل مع الديوانة ديال المغرب والطلوع والهبوط والمصاريف، والوقت ماكاينش... - هل تقدم لكم السفارة المغربية في واشنطن أي تسهيلات إدارية؟ < لا، أبدا، لا تقدم أية تسهيلات بصفة عامة في هذا المجال. - ما هي أشهر شخصية سياسية زارتكم هنا؟ < عمدة العاصمة واشنطن جاء إلى مطعمنا وتناول وجبة العشاء وقضى وقتا ممتعا، وهناك عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين الذين لا يمكنني ذكر أسمائهم، وكلهم تناولوا وجباتهم هنا في «مراكش بلاص». - ما هو أطرف موقف صادفته بعد افتتاح المطعم؟ < أتذكر موقفا طريفا ومؤثرا أيضا، حيث أصرت مواطنة أمريكية تناولت وجبة العشاء هنا على لقاء طباخ المطعم لتقبيله وشكره على الأطباق اللذيذة التي قالت إنها لم تتذوق مثلها في حياتها!