«إيزوران» للعلوي المحرزي، «ذهاب» نوفل براوي، «أحلام يقظة» لعلي الطاهري، و«نشيد الجنازة» لمحمد مفتكر، هذه هي الأفلام القصيرة الأربعة التي ستمثل المغرب في دورة هذه السنة من مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي، الذي تحتضن عروس البوغاز دورته السادسة في الفترة ما بين 23 و28 يونيو الجاري. وحسب محمد باكريم، المدير الفني للمهرجان، فسيرأس لجنة التحكيم هذه السنة المخرج المغربي نبيل عيوش، حيث قال باكريم في هذا الصدد «ترأس نبيل عيوش للجنة التحكيم مؤشر على أن الفيلم القصير المغربي يسير في الطريق الصحيح، فلا ننسى أن مدينة طنجة نفسها احتضنت نبيل عيوش قبل اثنتي عشرة سنة، عندما عرض أفلامه القصيرة فيها لأول مرة عام 1995 في دورة سابقة من المهرجان الوطني للفيلم، وكان برفقته مجموعة من المخرجين الشباب الذين أثبتوا نجاحهم لاحقا كمخرجين سينمائيين مثل اسماعيل فروخي» وأضاف «حضور نبيل عيوش تكريم لجيله من المخرجين». إلى جانب نبيل عيوش، تتكون لجنة التحكيم الرسمية هذه السنة من المنتجة الإسبانية ماريا بيلار كاسورلا و الممثلة الجزائرية نادية سمير ومغنية الملحون المغربية ثريا الحضراوي ومن فرنسا جاك كرمابون، رئيس تحرير مجلة «بريف»، ومن مصر الناقد كامل رمزي، والصحفي كريم بخاري من المغرب. وبدا باكريم مزهوا وهو يتحدث عن دورة هذه السنة من مهرجان طنجة المتوسطي للفيلم القصير، حيث قال « يمكنني أن أقول إن مهرجاننا هذا أصبح أهم مهرجان للفيلم القصير في الضفة الجنوبية من منطقة البحر الأبيض المتوسط، فقد تلقينا أعدادا كبيرة من الأفلام التي ترغب في المشاركة، بلغ العدد هذه السنة ما بين 220 و 240 طلب مشاركة، اخترنا منهم 48 فيلما قصيرا». وعن أهم مميزات هذه الدورة قال المدير الفني للدورة السادسة من مهرجان طنجة المتوسطي للفيلم القصير « لقد أجرينا تغييرا على القانون الداخلي للمهرجان بحيث يمكن لكل دولة أن تشارك بفيلم إلى خمسة أفلام، في حين كان مسموحا في السابق لكل دولة بالمشاركة بثلاثة أفلام كأقصى حد»، وحسب باكريم فإن هذا التعديل يتماشى مع تنامي عدد الأفلام القصيرة التي أصبحت تنتج في منطقة المتوسطي وخاصة في المغرب حيث قال « كان المغرب في السابق ينتج من عشرة إلى اثني عشر فيلما قصيرا في السنة، الآن أصبح ينتج سبعين فيلما قصيرا في السنة، لهذا أردنا أن نتيح الفرصة لأكبر عدد من المخرجين للمشاركة في المهرجان». وهذه السنة هناك حوالي ثماني عشرة دولة متوسطية مشاركة هذه السنة بما فيها فرنسا وتركيا والبرتغال وتونس والبوسنة وكرواتيا وسلوفينيا ومصر وغيرها. من التغييرات الأخرى التي تعرفها دورة هذه السنة من المهرجان، تغيير على مستوى قيمة ونوعية الجوائز التي يقدمها المهرجان، حيث يقول المدير الفني للمهرجان: «لقد تخلينا عن جائزتي التمثيل الرجالية والنسائية وبالمقابل رفعنا من قيمة الجائزة الكبرى لتبلغ ستين ألف درهم، وجائزة لجنة التحكيم أربعين ألف درهم، أما جائزة السيناريو فبلغت ثلاثين ألف درهم»، وعلل باكريم هذه التغييرات بقوله: «أردنا تشجيع كتاب السيناريو خاصة لأن الكثير من المراقبين السينمائيين كانوا يلاحظون ضعف السيناريوهات، لهذا أردنا تشجيع كتاب سيناريو الفيلم القصير، أما حذف جائزتي التمثيل فذلك راجع لسبب تقني هو أنه لا يمكننا استضافة جميع الممثلين المشاركين في 48 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية، كما لا يمكن أن نعطي جوائز لممثلين لا يكونون معنا في القاعة وقت تسليم الجوائز». ومن أبرز الأفلام المشاركة هذه السنة الفيلم البوسني القصير «ماذا يمكن أن أعرف»، الذي قال عنه باكريم «هذا الفيلم فاز مؤخرا بعدد من الجوائز المهمة إلا أننا نحن اخترناه للمشاركة في المهرجان قبل أن يفوز بهذه الجوائز». وقد دأب مهرجان الفيلم القصير المتوسطي في طنجة في دوراته الأخيرة على عرض إحدى التحف السينمائية القصيرة في افتتاح المهرجان، حيث عرض السنة الماضية فيلم روسيليني «روسيليني والصوت الإنساني»، لذا فهو يعرض هذه السنة الفيلم القصير المصري « الفلاح الفصيح «للمخرج الراحل شادي عبد السلام 1970، وهو فيلم من كلاسيكيات الفيلم القصير المصري. وسيقدم المخرج السينغالي بين يوغاي في اليوم الأخير من المهرجان، درساً سينمائيا أمام المهرجانيين، حول موضوع «الخطاب الفيلمي من خلال الفضاء الجغرافي». ومن الفقرات الأخرى في مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي فقرة البانوراما التي سيقدم فيها المهرجان كل مساء بانوراما لجميع الأفلام المغربية القصيرة، التي أنتجت خلال السنة الأخيرة، ومنها عدد كبير من الأفلام التي تعرض لأول مرة أمام الجمهور. وعن ميزانية المهرجان قال المدير الفني «ميزانية المهرجان هي ذاتها منذ تأسيسه، ثلاثة ملايين درهم، نحن نحاول أن نسير المهرجان بها رغم أن المهرجان بات يعاني من منافسة دول مجاورة أصبحت تنافسنا في مجال الفيلم القصير، كما أننا نطمح إلى توسيع المهرجان ليشمل أيضا الفيلم القصير الوثائقي والتجريبي».