بدأت الأغاني الشعبية لميلود العرباوي، شقيق الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، ترتاد الفضاءات العامة وتجد لها صدى لدى النُّخَب أيضا، نظرا إلى طابعها الاجتماعي والسياسي وخروجها عن المألوف والمعتاد في مجال الأغنية الشعبية، التي تظل مقرونة، في معظم موضوعاتها، بالقضايا العاطفية، فالعرباوي، الذي في حوزته ما يقارب 50 ألبوما، وقبل التحاقه بحزب الهمة، تناول في ألبوم سابق قضية إعدام صدام حسين، وتعرض لوفاة ادريس بن زكري، وانتقد الانتخابات في «شوف واسكت»، وهجا الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تفرض قوتها على الجميع، في أغنية تحمل عنوان «البحر»، إضافة إلى مجموعة من الأغاني الوطنية والاجتماعية. انتقال ميلود العرباوي إلى تقديم أغنية ملتزمة لم يكن ليُحدث ضجة -قد تكون في صالحه أو قد تكون ضده- لو لم يعلن، في وقت سابق، التحاقه بحزب الهمة وإصداره ألبوماً يحمل عنوان «الأصالة»، وهو ما جر عليه مجموعة من ردود الفعل اعتبرته «بُوقا» للوافد الجديد على المشهد السياسي، الذي أراد أن يحتكر الحياة الحزبية، معللين ذلك بقول العرباوي «راكومْْ كْثّرتو الصباغة وليتو شلّا لْوان».. «أعوذ بالله أيا سيدي من بْعض الرهوط ..تقبو السفينة أو كالو الريح كيسوط... إيلا بْقاو على هد الحال .. مُحالْ نوصْلو محالْ»... بينما اعتبر العرباوي في رده على منتقديه «أن الفنان ليس حكراً على أحد، وإنما هو ملك للجميع ولا يمكنه، بأي حال، أن ينحاز إلى أي جهة ولا إلى أي جزء من هذا الكل». تأسيسا على ما سبق، يرى العرباوي أن شريطه الغنائي ما قبل الأخير «لا تْنساوْ الأصالة»، لا يمكن وضعه في خانة الحملة الدعائية لحزب «الأصالة والمعاصرة».. فهو يحمل في جوهره إشارات قوية للتذكير بضرورة الحفاظ على الهوية المغربية المرتبطة بالأصل المتمثل في (العروبة -الإسلام -الثقافة والتراث والخصوصية المغربية)، كما يدعو، في الوقت ذاته، إلى أهمية الانفتاح على التطورات التي يعرفها العالم المعاصر، وتساءل عن سبب إغفال منتقديه لألبومه «قصة فلاح» وألبوم «البحر»، الذي تضمن مجموعة من القطع منها، على سبيل المثال لا الحصر، «الغربة» و«خصك تسكت» و«التوبة» و«خليني يا خيي»، التي تتحدث عن الإرهاب، وأغنية «البحر»، التي تتحدث عن القوة البشرية والقوة، بصفة عامة، والتي تتجسد في الولاياتالمتحدة التي تفرض قانونها على الجميع. ومن الأشرطة التي طبعت مسيرة هذا المغنى الشعبي، الذي تمرد على اللون الشعبي السائد، ألبوم «باغي نعيش وحدي»، الذي يتضمن أغنية عن الراحل ادريس بنزكري وأغنية عن الحلال والحرام.. كما خص الحكومة بألبوم عنونه ب»المائدة»، داعيا، بطريقة فنية، إلى التغيير الحكومي.. ويرى العرباوي أن دور الفنان لا ينحصر في الترفيه عن الناس، بل إنه ملتزم برسالة اجتماعية عليه أن يؤديها أيضا. تقول إحدى مقاطع هذه الأغنية: «جيبو لينا مائدة تكون دايرة بريوسْ عندهم ثقافة وتخصُّصْ قيلونا من الوجوهْ الصّْنديدة عبّادينْ الفلوسْ داو القريبة والبعيدة وكلاو المالح والمسّوسْ..