كانت له قناعة ، أن فن العيطة والطرب الشعبي المغربي ليس مجاله فقط الفضاء المحلي والإقليمي بل الفضاء الأوروبي هناك في إيطاليا، حيث يقيم، وحيث هناك جالية مغربية، مغاربية جد محترمة. الفنان المغترب بوشعيب الدكالي، بعد تشربه «الصنعة» الموسيقية المغربية بكل مشاربها منذ سنة 1983، كرس حاليا حياته الفنية لنشر أحد الألوان الموسيقية المغربية الأصيلة بإيطاليا، العيطة، التي تجد الصدى الأيجابي والقبول اللافت بإقاعاتها وموسيقاها الغنية.. في هذا الحوار يتحدث الفنان بوشعيب الدكالي عن هذه «المغامرة» الفنية وعن قضايا موسيقية أخرى.. - وضعية الأغنية المغربية بالديار الإيطالية؟ - لها مكانة كبيرة خصوصا الأغنية الشعبية التي تربط الجالية المغربية بوطنها، وذويها وتربتها التي عاشت فيها، وبالضبط تلك القصائد التي تتغنى بالوطن وبالوالدين، وبتربة «لبلاد» (البادية..) - هل هناك من صدى للأغنية الشعبية لدى الإيطاليين؟ -الإيطاليون يتفاعلون مع الإيقاع والموسيقي والحركة، وتلفت نظرهم طريقة الأداء بالكمان على الطريقة المغربية الشعبية، بخلاف ما هو معروف من وضع الكمان على الكتف في حال أداء الأغنية المغربية العصرية والأجنبية. -كيف هي وضعية الفنان المغربي في الغربة؟ -الدعم القوي والمساندة والترحاب الكبير .. لا أخفي القول إن الوضعية، ومن منطلق شخصي، هي أفضل مما عليه بالمغرب، فشخصيا لم أندم على ولوجي عالم الموسيقى وهذا هو الشعور الذي أحسست به بإيطاليا. - على ضوء ذلك، كيف هي العلاقة بين الفنانين المغاربة في المهجر؟ - عالم الغربة، عالم فريد من نوعه، فإذا كانت المنافسة بالمغرب شديدة، و هناك بعض الغيرة وسوء التفاهم.. فبالعكس فالمهجر حيث أقيم، ليس هناك إلا الود، السند، و المؤازرة، حيث التضامن فيما بيننا في حالة طارئ فني، أو صحي أو ما شابه.. إنها العلاقة الإنسانية الرفيعة والأخوة الصادقة هي التي تحضن هذا المجمع الفني المغربي ونحمد الله على هذا ذلك. - ماذا عن الأغنية الشعبية في ظل «غزو» المنتوج الخليجي والراي؟ -أقول صادقا، من مبدأ ما ألاحظه وسط أبناء الجالية المغربية والمغاربية، أنه بالرغم من أن الأغنية الشعبية تحظى باهتمام كبير، فإنها تفتقد لاشعاع إعلامي، ومع ذلك فإنها تجد بالديار الإيطالية، سواء لدى الإيطاليين أو الجاليات الإفريقية أو العربية.. ، مكانة محترمة من خلال تفاعلها مع الإيقاع، بالإضافة إلى أن الجالية المغربية تجد في سماعها للطرب الشعبي والعيطة متنفسا كبيرا، كما تجد لدى بعض الفنانين الخليجيين مصدر إلهام لإبداع موسيقاهم وأغانيهم، مثل «قصايد» أعيد تقديمها من طرفهم، منها «أنا مانويت فراقو، هو اللي سخابيا» - هل لديك مشاريع أعمال غنائية تستحضر الفضاء و المناخ التي تعيش فيه ؟ -هناك الجديد، لكن اهتمامي مركز على العيطة من خلال القطع الشعبية الجديدة، التي ستتناول مواضيع مختلفة، كالهجرة، ومساهمة المرأة في التنمية، إلى جانب التركيز والاهتمام أيضا بالطفل. وسيكون هذا المنتوج الجديد جاهز مباشرة بعد نهاية صيف 2010 . - طموحاتك؟ - طموحاتي هي الحفاظ على موروثنا الثقافي الشعبي الذي يتجلى في العيطة، وعبر منبركم أنادي بالعمل علي تكوين شباب في المجال الموسيقي الشعبي، وإلمامه بلون العيطة، حتى يأخذ المشعل، مع تلقينه كل أنواع العيطة، كالعيطة الحصباوية الخاصة بمنطقة عبدة (آسفي)، والعيطة المرساوية (البيضاء ونواحيها)، والعيطة الحوزية الخاصة بمنطقة مراكش - الحوز والعيطة الملالية (الزعري)..