أنهت قافلة السلام «بروكسيل الكويرة» مرحلة الذهاب، بوصولها مساء أول أمس إلى النقطة الحدودية مع جمهورية موريتانيا «الكركارات». وفي هذا المعبر الحدودي الذي لا تفصله عن مدينة نواديبو الموريتانية سوى 55 كلم، تم نصب تذكار يؤرخ لهذه القافلة التي انطلقت من بروكسيل في العاشر من الشهر الجاري، بمشاركة أزيد من 350 مواطنا من الجالية المغربية المقيمة في الخارج، إلى جانب متطوعين أجانب من بينهم سيدة مسنة من فلسطين، رفقة ابنتها. ولدى وصول القافلة إلى إقليم «أوسرد»، خصصت لها ساكنة جماعة «بئر كندوز»، والتي تفصلها 80 كلم عن «الكركارات»، استقبالا شعبيا، على إيقاع الطرب الحساني والرقصات المحلية، في فضاء تم تأثيثه بخيام من الصنع المحلي استوعبت جميع المشاركين، وتعاقبت كلمات المنتخبين والمسؤولين وحتى أطفال المدارس الذين تحدثوا بمختلف اللغات، منوهين بالمبادرة وبعزم عشرات المغاربة على الوصول إلى أقصى نقطة في جنوب بلدهم، للتعبير عن تشبثهم بوحدة الوطن. وفي تصريح ل«المساء»، أوضحت رئيسة القافلة، زهرة حيدرة، أن وصول القافلة، بسلام، إلى النقطة النهائية المبرمجة في مسيرتها، أنسى جميع المشاركين مشقة السفر وشحذ عزيمتهم لاستئناف رحلة العودة، بل ولتنظيم قوافل أخرى، من أجل الأهداف نفسها. وفي كلمة باسم العائدين من البوليساريو، قال الخليلي الدّحا في التجمع الخطابي المنظم في «الكركارات» إننا نوجه النداء، عبر الأثير، إلى ساكنة مخيمات «تندوف» في الجهة الشرقية من الجدار، ومفاده لا تتأخروا في الالتحاق بركب الحكم الذاتي، فإنه بدأ يشق مساره، وقال إن القافلة التي حلّت بهذه المنطقة التي تعتبر آخر جوهرة في عقد المملكة، تحمل في طياتها السلم والمحبة وتفتح صدورنا والقلوب للعالم من أجل السلام. وجّدد المشاركون في القافلة التأكيد على النداء الموجه إلى الأممالمتحدة والمنتظم الدولي للمطالبة بإحصاء المحتجزين في مخيمات «تندوف»، وتمييز الأحياء منهم. وشكلت نقطة «الكركارات» المحطة رقم 12 في رحلة القافلة التي انطلقت زوال أمس من الداخلة، على أمل الوصول في 28 من الشهر الجاري إلى بروكسيل، التي انطلقت منها، مرورا بعدد من المدن الأوربية، أهمها باريس ومدريد وبرشلونة، فضلا عن المدن المغربية التي خصص لها سكانها ومنتخبوها استقبالات شعبية، في كل من طنجة والرباط ومراكش وتزنيت وكلميم وطانطان وطرفاية والعيون وبوجدور والداخلة وأوسرد.