توجت قافلة السلام لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء، التي انطلقت، في العاشر من يونيو الجاري، من العاصمة البلجيكية بروكسيل في اتجاه الكويرة، مسيرتها أول أمس الثلاثاء، بالمركز الحدودي بالكركارات (إقليم أوسرد)، بنصب تذكار يحمل اسم "يد مفتوحة" يؤرخ لهذه المبادرة. وتهدف هذه القافلة التي جابت العديد من العواصم الأوروبية مرورا بعدد من المدن المغربية، قبل أن تصل اليوم إلى محطتها الأخيرة الكركارات، إلى تحسيس الرأي العام الدولي بأهمية وجدية مشروع الحكم الذاتي، وبضرورة دعم المبادرة المغربية الرامية إلى منح الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا موسعا. ولدى وصول القافلة إلى الكركارات صدحت أصوات المشاركين فيها، البالغ عددهم 350 شخصا، وهو رقم يرمز إلى عدد المشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة (350 ألف متطوع ومتطوعة)، بشعارات شددوا من خلالها على مغربية الصحراء. وبهذه المناسبة، وجهت رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية بمشروع الحكم الذاتي، زهرة حيدرة، نداء إلى الأمين العام الأممي، بان كي مون، من أجل التدخل العاجل لفك طوق الحصار المضروب على المحتجزين بمخيمات تندوف، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم الأم. كما دعت حيدرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى تمكين هؤلاء من المساهمة في تفعيل مقترح الحكم الذاتي لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، وكذا الإسهام في ركب التنمية التي تشهدها المناطق الجنوبية للمملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضافت أن القافلة، التي حققت الأهداف المتوخاة منها، شكلت فرصة لمغاربة العالم من أجل صلة الرحم وتجديد البيعة للعرش العلوي المجيد، والتعبير عن تجندهم الدائم وراء جلالة الملك في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. من جهته، أكد منسق القافلة، الحسن بنحمو، أن هذه المبادرة تشكل رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أن المغاربة من الشمال إلى الجنوب، بالداخل كما بالخارج ملتفون حول مغربية الصحراء كقضية مركزية. وأضاف بنحمو، في تصريح مماثل، أن القافلة ليست إلا بداية ستليها مبادرات مماثلة، داعيا الأممالمتحدة إلى العمل على إجراء إحصاء للسكان المحتجزين بمخيمات تندوف. كما دعا الجزائر إلى تحمل مسؤولياتها، مطالبا إياها بترجيح كفة العقل ورفع وصايتها عن صنيعتها "البوليساريو"، لإنهاء المعاناة اليومية التي يكابدها "إخواننا المحتجزون في مخيمات الذل والعار". تجدر الإشارة إلى أن هذه القافلة ضمت مشاركين من جنسيات مختلفة، منهم تونسيون وعراقيون وجزائريون وفلسطينيون وفرنسيون وبلجيكيون وإيطاليون، إضافة إلى مواطنين مغاربة مقيمين بعدد من البلدان الأوروبية.