استمرارا للجدل الأدبي الذي خلقته كتابات الروائي المغربي محمد شكري وتناسل الأخبار، بين الفنية والأخرى، حول الأسرار الجنسية لمؤلف «الخبز الحافي»، عاد شكري إلى واجهة الأحداث من جديد، بعد اتهام المخرج العراقي خالد زهراو، مخرج فيلم «الطنجاوي» الذي يرصد مسار محمد شكري، لخالد شوكت، مدير مهرجان الفيلم العربي بروتردام، بالاعتداء على حقوقه الفكرية والمالية والمشاركة في المهرجانات دون العودة إلى المخرج والمؤلف. وأكد زهراو، في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه مرفوقة بعقود ووثائق داعمة، أن مدير المهرجان عمد إلى استغلال اسمه في عملية الحصول على دعم الفيلم من مؤسسة دعم الأفلام بروتردام بقيمة هزيلة، كما أن الفيلم شارك في سوق مهرجان دبي للأفلام، وعرض كذلك في فعالية «كرفان» للسينما العربية دون إذن منه، وتم عرض جميع الأفلام لمدة ثلاث سنوات دون منح الحقوق لأصحابها، على اعتبار أن الإتحاد الأوربي مول الفعالية على أساس أنها مدفوعة الأجر. وفي بحثه عن حقيقة ما حدث، أشار خالد زهراو، إلى أن رئيس مهرجان روتردام أطلعه على الملف الخاص بالفيلم والذي جاء فيه أن فيلم «الطنجاوي» هو سيناريو مشترك بين خالد زهراو وخالد شوكات، كما أن مخرج الفيلم هو خالد زهراو وفق عقد موقع مع المنتج، في الوقت الذي أوكلت عملية الإنتاج إلى المنتج الوحيد للفيلم خالد شوكات وشركته زينة زووم برودكشن». وذكر الرئيس أن الفيلم حاصل على دعم من قناة العربية في دبي وقناة المستقلة في لندن ومكتبة أقواس (التي يملكها انتشال التميمي) وجريدة المصير (التي يصدرها خالد شوكات مرة في السنة في موعد انعقاد مهرجان الفيلم العربي). وأضاف خالد زهراو أن رئيس المهرجان أطلعه على وثيقة تؤكد أن سيناريو فيلم «الطنجاوي» والمعالجة مكتوبة باللغة الهولندية مطبوعة على ورق خلفيته بوستر فيلمي «الطنجاوي» والتي توضح أن الفيلم من إنتاج (الفيلم لإنتاج الأفلام الوثائقية) وإخراج خالد زهراو. مقابل ذلك، أكد مؤلف ومخرج فيلم «الطنجاوي» أنه لم يوقع أي وثيقة بينه وبين المدير ورفض أن يدخل مدير المهرجان شريكا له، كما طلب منه عدم استخدام اسمه في أي عملية. وحول اختياره لقصة الراحل، قال خالد: «في مرات كثيرة وأثناء زياراتي المتعددة إلى طنجة، قابلت الكاتب الروائي الراحل مُحَمد شُكري، كنت أجلس وهو يتحدث عن علاقاته بأصدقائه العراقيين الذين التقاهم في نواحي العالم المختلفة، وفي موسم أصيلة تحديداً، حين طلبت منه أن أوثقه تصويراً بالكاميرا، رَحب وطلب أن يأخذ الوقت الكافي ليستعد، لكن مُحَمد شكري رحل قبل أن يجلس إلى كاميرتي». وأضاف: «بعد أربع سنوات من وفاته، وفي صيف العام 2007 قررت أن أَنجز فيلماً عن محمد شكري ليكون جاهزا للعرض في ذكرى وفاته الخامسة، انتقلت إلى طنجة، وبدأت، بالتعاون مع فريق عمل من أصدقائي المغاربة، العمل على المادة الأولية لفيلم وثائقي يبحث في محمد شكري وعلاقاته الشائكة مع أصدقائه وأصحابه، صورت مقابلات مع العربي اليعقوبي، ومصطفى العقاد وديفيد لين وغيرهم الكثير، ومع امُحمد المرابط، القاص الطنجاوي وصديق شكري في مراحل مبكرة من حياته، ومع الكباشي أحمد (الروبيو) الذي عاش مع شكري في بيت واحد والذي يرتبط بشكري بعلاقة «شائكة» أنجزت عملا أوليا في طنجة وبميزانية متواضعة، على أمل أن أقوم بتسويق الفيلم في مرحلة متقدمة وبعد الحصول على تمويل يغطي التكاليف اللاحقة والعمليات الفنية التي كنت سأقوم بها في مدينة روتردام الهولندية حيث أقيم».