مازالت الشكايات التي تقدم بها آباء وأمهات تلاميذ السنة الأولى باكالوريا في نيابة التعليم ابن سليمان، بخصوص ما اعتبروه غموضا وأخطاء شابت بعض عناصر الأسئلة والأجوبة الخاصة بالامتحانات الجهوية لمواد اللغة العربية والفرنسية والاجتماعيات، إلى حدود اليوم الاثنين، موضوع جدل كبير بين المنسقين الجهويين والمحليين والمدرسين المتخصصين لتلك المواد. ومازال المتضررون ينتظرون بفارغ الصبر قرار الأكاديمية الجهوية، وسط إشاعات زادت من اضطرابهم، تفيد بأن حصيلة نقط المواد الثلاث جد هزيلة، فإلى حدود أول أمس السبت، انعقدت عدة اجتماعات إقليمية وجهوية من أجل دراسة وتقييم الغموض والأخطاء المشار إليها من طرف الآباء وبعض المصححين، في الوقت الذي انتهت عملية تصحيح أوراق تحرير التلاميذ. وبينما يصر الآباء والأمهات على ضرورة إعادة النظر في امتحانات المواد الثلاث، سواء بإعادة التنقيط والتصحيح، أو بإعادة إجراء تلك الامتحانات، أكد محمد زكي، مدير أكاديمية التربية والتكوين في الجهة، أنه تم إحداث مراكز التصحيح، لتمكين المصححين من دراسة المواضيع وعناصر الإجابة وسلالم التنقيط، قبل بداية التصحيح، من أجل توحيد الرؤية وتأويل تلك المعطيات تأويلا موحدا يكون في صالح المترشحين ويضمن مبدأ تكافؤ الفرص بينهم، لكن هذه العملية التي فتحت نقاشا كبيرا وواسعا بين المفتشين والمصححين، استُغلّت من طرف جهات تحاول تبرير فشلها، وخص بها فئة مدرسي الدروس الخصوصية، موضحا أن الامتحانات أجريت في أجواء من الشفافية. وأكد مسؤول التعليم في الجهة في تصريح ل«المساء» أنه لا وجود لأي أخطاء أو غموض في الامتحانات الجهوية وأن اختبار مادة الفرنسية تم عرضه على المنسق المركزي للمادة، الذي أكد أنه خالٍ من أي غموض أو أخطاء. وكانت مجموعة من آباء وأولياء تلاميذ السنة الأولى باكالوريا نظموا، صبيحة يوم الجمعة المنصرم، وقفة احتجاجية أمام باب مقر نيابة التعليم في ابن سليمان، تنديدا بما اعتبروه غموضا وأخطاء شابت بعض عناصر الأسئلة والأجوبة الخاصة بالامتحانات الجهوية لمواد اللغة العربية والفرنسية والاجتماعيات، قبل أن يتم استقبالهم من طرف المختار الليلي، النائب الإقليمي الجديد، ويتم الاستماع إلى شكاياتهم. وأكد المسؤول الجديد عن التعليم في الإقليم أنه لا تعليق له حول شكايات الآباء والأمهات وأنه سينقل، بأمانة، استفساراتِهم ومطالبَهم إلى مدير الأكاديمية. وانتهت المائدة المستديرة التي نظمها النائب الإقليمي ببعث ممثلي جمعيتي الآباء والأمهات في ثانويتي «الشريف الإدريسي» و«الحسن الثاني» وكذا ممثل جمعيات الآباء والأمهات في المجلس الإداري لجهة الشاوية ورديغة برسالة مشتركة أبرزوا فيها، بالتفصيل، الغموض والأخطاء التي ميزت مواضيع المواد الثلاث وبعض عناصر الإجابة، حيث أشارت الرسالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، إلى أنه وبتأكيد من الأساتذة المختصين والتلاميذ المتفوقين، تم الوقوف على أن تلك المواضيع تضم أسئلة تبتعد كليا عن منهج التقويم وتضرب في العمق مجهودات التلاميذ وكذا الإطارات المرجعية لأسئلة الامتحانات. كما تم رصد مجموعة من الهفوات والأسئلة غير المتناسقة التي أضرت بنفسية المترشحين وحدت من عطائهم وأثرت سلبا على أجوبتهم. فبالنسبة إلى موضوع مادة الاجتماعيات، أشارت الرسالة إلى أن أسئلة مادة الجغرافيا دارت كلها حول البيئة والأنظمة البيئية، وهو محور غير مدرَج في مقررات هذه السنة.. كما أن المفاهيم المطلوبة في السؤال الأول غير مضمنة في الوثيقة الإطار. والسؤال الثاني يبتدئ بفعل «حلِّل»، وهذا يتنافى مع الإطار المرجعي وكذا مع النهج الجغرافي للمادة، الذي يؤكد على الوصف والتعميم والتفسير... والسؤالان رقم 2 و5 يتداخلان، إلى درجة يمكن معها اعتبارهما سؤالا واحدا، وهذا ما أكدته عناصر الإجابة. كما أن الوثيقة الثالثة لا علاقة لها بالجغرافيا وتفتقد إلى العلمية وهي مليئة بالأخطاء.