فجرت تلميذتان بإحدى المدارس العمومية ببلدية عين حرودة التابعة لعمالة المحمدية، قنبلة أخلاقية، بعد أن اتهمتا مدرسهما بالتحرش الجنسي بهما. و لاقتا دعما كبيرا من طرف مكتب جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة، وفرع جمعية (ما تقيش ولدي). ومما زاد الملف، الذي لازال قيد بحث وتدقيق من طرف لجنة نيابية، تعقيدا أن التلميذتين يتابعان دراستهما بمستوى السادس ابتدائي. وهو المستوى الإشهادي الذي سيكون تلامذته على موعد يوم الأربعاء المقبل مع الامتحانات الإقليمية الختامية. فقد توصلت «المساء» بتصريحين موقعين من طرف والدي الضحيتين، مصححي الإمضاء ببلدية عين حرودة، يؤكدان فيهما صحة تصريحات بنتيهما (غ.ش) و(ف.ب) لمكتب الجمعية، وأن ابنتيهما تعرضتا للتحرش الجنسي من طرف مدرسهما، موضحين أن المدرس كان يلامس التلميذتين (12 سنة) في مناطق حساسة من جسديهما، وأنه كان يتحرش بتلميذات أخريات داخل نفس الفصل. وأكد الوالدان أن ابنتيهما أدليتا بتلك التصريحات بحضور مصطفى جبيلو، رئيس جمعية الآباء، وأملال عبد الغني، أمين مال الجمعية، وأنهما يتابعان المدرس قضائيا، فيما ذهبا في تصريحاتهما إلى حد النيل من المدرس. وهي التصريحات التي تم تسجيلها في شريط مرئي ومسموع حصلت «المساء» على نسخة منه. والذي أكدت فيه مجموعة من التلميذات أن الأستاذ كان يشرح الدروس جيدا، لكنه كان يقوم ببعض الحركات غير الأخلاقية تجاههم، وذهب بعضهن إلى حد الإشارة باليد إلى الأماكن الحساسة من أجسادهن، التي كان المدرس، حسب زعمهن، يختلق الأسباب لملامستها. كما توصلت «المساء» بشكاية لجمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ سهام واحد، موقعة من طرف جبيلو مصطفى رئيس الجمعية، يشير فيها إلى أن ممثلين عن الجمعية قاموا بزيارة لأسر بعض التلميذات بالمستوى السادس، حيث أطلعنهم رفقة آبائهن وأمهاتهن أنهن تعرضن لضغوطات من طرف مديرة المؤسسة وبعض أعضاء مجلس التدبير الذين أرغموهن على عدم الإدلاء ببعض الشهادات بخصوص سلوك مدرسهن غير الأخلاقي، كما تعرضت للسب والشتم من طرف زوجة المدرس التي عوضت زوجها في تدريسهن بعد انفجار فضيحة التحرش الجنسي، وذلك انتقاما منهن لما صرحن به تجاه زوجها من تحرش جنسي في حقهن. وجاء في الشكاية أن أعضاء الجمعية يتساءلون عن سر إخفاء حقيقة التحرش وانتقدوا تعامل المديرة مع القضية. من جهتها تبنت منسقية جمعية (ما تقيش ولدي) بالمحمدية قضية التلميذات ضحايا التحرش الجنسي بالمدرسة، حيث زار ممثلان للفرع المؤسسة وتحدثا إلى مديرة المؤسسة التي أكدت لهما أنها رفعت تقريرا في الموضوع إلى النيابة الإقليمية، واستمعا إلى تصريحات الضحايا من التلميذات اللواتي يتابعن دراستهن بالمستوى السادس ابتدائي، وكذا إلى ممثلي جمعيات الآباء وآباء الضحايا. وطالبت المنسقية كافة الهيئات المهتمة بقضايا الطفولة بأن تنضم من أجل إنصافهن، خصوصا أن التلميذات على مشارف امتحانات نيل شهادة التعليم الابتدائي. وبينما لم نتمكن من أخذ تصريحات مباشرة من المدرس، أكدت مصادر مقربة منه، أنه يتعرض لعملية مدبرة من طرف جهات تسعى إلى تدميره، وأنه يعتبر من بين أحسن المدرسين بالمؤسسة، واعتبرت النائبة الإقليمية بنيابة التعليم بالمحمدية، أن القضية مفبركة، وأن كل ما يقال افتراء على المدرس، معللة ردها في تصريح ل«المساء» بأنها توصلت بالعديد من الرسائل الاستنكارية من طرف آباء ومدرسين وتلاميذ، يؤكدون أن المدرس على خلق حسن ولا يمكن أن يقوم بتلك السلوكات المشينة. وتساءلت عن السر وراء تفجير القضية على بعد أيام من الامتحان الختامي الخاص بهذه الفئة. وأشارت إلى أن لجنة شكلت لدراسة الملف والوقوف على حيثياته، ومن المقرر أن تكون اللجنة قد حلت، أمس الخميس، لاستكمال الاستماع لكل الأطراف وفك خيوط القضية، كما أشارت إلى توصلها بشكايات تطعن في مصداقية وشرعية رئيس جمعية الآباء.