أن يتحول مربي إلى وحش يلبي نزواته البهيمية على حساب أجسام صبية لم يتجاوزوا الثامنة من عمرهم، هذا آخر ما كانت تفكر فيه أسر بعض ضحايا مدرسة الأزهار بنيابة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، الذين التقتهم التجديد بعد تقدمهم بشكاية لدى أمن أناسي بمقاطعة سيدي مومن يوم الأربعاء 30 أبريل 2008 ضد أ. ب ( 48 سنة) الذي يدرس القسم الثاني بالمؤسسة المذكورة. المتهم أودع سجن عكاشة في انتظار تقديمه للمحاكمة بعدما اعتقلته مصالح أمن أناسي عشية اليوم نفسه، و بقي رهن الاعتقال 3 أيام ليحال على النيابة العامة و قاضي التحقيق السبت المنصرم بتهمة التحرش الجنسي على أطفال قاصرين. و أمام هول الصدمة و الفاجعة، تطرح علامات استفهام كثيرة حول صحة و جرأة ما أقدم علية المتهم خاصة، وأنه يدرس أيضا ابنته. ووصل عدد الضحايا لحد كتابة هذه السطور تسع حالات، من بينها تلاثة ذكور. تحرش جنسي أكدت شهادات ثلاث تلميذات في تصريح لـ التجديد أن أ.ب كان يستغل أي فرصة لاستدعائهن إلى المكتب ويمارس عليهن اعتداءات جنسية. تقول التلميذة ع 8 سنوات أخطأت مرة في مادة الرياضيات وقمت عند أستاذي لأطلعه على ذلك فأخذني ووضعني على فخذيه، و بدأ يمرر يديه بين جسمي، مضيفة أنها منذ الدورة الأولى تعرضت لهذه الأفعال 17 مرة من قبل مدرسها، فيما كان يهددها بالعقاب إذا رفضت أن تنصاع لرغباته. وأكدت أفعال التحرش هاته التلميذة ل التي أضافت أنه كان يداعب جسمها ويقبلها في فمها. وتحكي التلميذة ف أنه تحرش بها جنسيا خمس مرات، و كانت ترفض أن تخضع لشهواته، مما كان يعرضها للعقاب بـ سيمو وهو اسم يطلقه على عصا، أو بـ سي محمد وهو اسم لأنبوب مطاطي، وكان آخر ما قام به، تؤكد الضحية، حجزها داخل خزانة القسم مدة نصف ساعة يوم الثلاثاء 29 أبريل ,2008 أي يوما قبل اعتقاله من قبل رجال الأمن. وتحكي التلميذات اللواتي لا يتجاوز عمرهن تسع سنوات، أن المتهم كان يواظب على استعمال دواء معين، عندما يهم بفعل ما نسب إليه من سلوكات التحرش اتجاه تلميذاته. وفي المقابل استنكرت الأمهات الحانقات ما تعرضت له بناتهن، وطالبن في الوقت نفسه بالضرب على من عبث ببراءة فلذات أكبادهن. وقالت إحداهن إننا أصبحنا نخاف على أطفالنا بسبب ما قام به هذا الآدمي الذي أصبح كابوسا يلاحقنا في البيت والحي والشارع. دليل الإدانة لم تستصغ أم ل ما أخبرتها ابنتها من كون المعلم تبول على صديقتها ع يوم الثلاثاء 29 أبريل ,2008 واتصلت في اليوم الموالي بأم هذه الأخيرة ليقفا على هول المفاجأة. لقد تذكرت أم ع الملابس التي كانت ترتديها ابنتها ذلك اليوم، ووجدت أنها قامت بتغيير سروال الجينز الذي أخفته في الصوان مع الملابس النظيفة، و لبست آخر، حتى لا تقع عين أمها على سائل منوي لطخها به معلمها جراء مداعبته لها واحتكاكه بها. تقول التلميذة ع ببراءة لما مسني بول معلمي أزلت معطفي وشددت به أزري حتى لا تطلع أمي عليه. وأضافت أمهات التلميذتين، أنهما لما وجدا هذا السائل صدمتا من هول ما وقفتا عليه، ولم يترددا في التوجه نحو الدائرة الأمنية بأناسي . البراءة أولا أكد العرباوي مدير مدرسة الأزهار الابتدائية، التي افتتحت سنة ,1996 أنه لم يلاحظ أية سلوكات غير تربوية على المتهم، فقسمه يوجد بالقرب من الإدارة. و أضاف أنه أنجز له زيارة بتاريخ 28 أبريل 2008 وقف على انضباطه وتفانيه في أداء رسالته التربوية، مؤكدا أنه لم يتلق أية شكاية أو ملاحظة على هذا المعلم بخصوص ما نسب إليه. وشدد العرباوي على برائة المعلم إلى أن تتبث إدانته من قبل القضاء، مشيرا أن المتهم عين بمدرسة الأزهار هذه السنة رفقة زوجته في إطار إعادة الانتشار قادمين من مؤسسة مجاورة. ومن جهته، ندد رئيس جمعية آباء و اولياء التلاميذ أحمد بكاري، الذي يعمل بالمؤسسة نفسها، بظاهرة التحرش الجنسي التي ما فتئت تهدد المؤسسات التعليمية، معبرا عن استغرابه لما حصل، حيث نزل عليه الخبر كالصاعقة، مؤكدا أن المتهم أخلاقه سوية، ويقضي أغلب أوقاته داخل المؤسسة بحكم أنهما يسكنان في مدينة المحمدية، مما يجبرالزوجان و ابنتهما على إمضاء الوقت الفاصل بين القترة الصباحية والمسائية داخل قاعة الأساتذة. ويشاطره الرأي عضو بمكتب الجمعية الذي قام بفتح نقاش حول الموضوع مع عينة من تلاميذ القسم و تبين له أن الأمر عار من الصحة. ما تقيش ولادي على الخط تعتزم جمعية ماتقيش ولادي تنصيب محامين للدفاع عن ما أسمته رئيستها نجية أديب بضحايا الاغتصاب والكبث الجنسي، وأن طبيبا نفسيا سيكون رهن إشارة الضحايا. وقالت نجية أديب في تصريح لـ التجديد يحز في النفس أن يكون بطل هذه الجريمة إذا ثبتت رجل تعليم يلقن التربية والأخلاق للناشئة، تحول بسبب دنائته من رسول إلى غول يعبث بأجسام طفولة بريئة. وشددت المسؤولة الجمعوية على أن تتحرك الدولة وتفيق من سباتها الذي وصفته بـ العميق إذا كان يهمها الطفل المغربي، باعتباره رجل الغد و البنية التحتية لكل تقدم و ازدهار. وفي السياق نفسه، تنوي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالدار البيضاء مؤازرة الضحايا.