ينتظر أن يمثل، اليوم، الصحافي علي عمار، مدير مجلة «لوجورنال» الموقوفة، في حالة سراح في أول جلسة محاكمة له، أمام ابتدائية عين السبع بالدار البيضاء في قضية شكاية المواطنة الفرنسية «صوفي غولدرينغ» التي تتهم فيها عمار، شريكها في مؤسسة للتصاميم الفنية، ب«اقتحام شقتها وسرقة مبلغ 20 ألف درهم وشيكا بنكيا وأجهزة معلوماتية»، فيما قررت النيابة العامة عدم متابعة زينب الغزوي، مؤسسة حركة «مالي» الداعية إلى الإفطار العلني في رمضان، التي كان اسمها ذكر في هذه القضية. وأفرجت مصالح الأمن، أول أمس الثلاثاء، عن علي عمار بعد أن قضى ليلة كاملة في حالة اعتقال احتياطي بعد إلقاء القبض عليه، الاثنين المنصرم، عندما كان في زيارة لشقيقه بالرباط بعد أن امتنع عن الحضور إلى ولاية الأمن لاستئناف التحقيق معه في قضية التهم الموجهة إليه من طرف شريكته المواطنة الفرنسية، فيما فضلت الغزوي تسليم نفسها في اليوم الموالي، أي أول أمس الثلاثاء، قبل أن يطلق سراحها بعد جلسة قصيرة مع والي الأمن بالدار البيضاء مصطفى الموزوني الذي قال لها: «أنت راك عزيزة علينا ومعندنا معاك حتى مشكل». وتعود وقائع هذه القضية إلى ال25 من ماي المنصرم عندما اتصلت الغزوي ب«صوفي غولدرينغ»، لتقترح عليها أن يخرجا معا لتناول وجبة عشاء في أحد المطاعم بالدار البيضاء. وتعترف صوفي غولدرينغ، حسب مصدر مقرب منها، بأنها فوجئت بهذا الاقتراح من الغزوي، لكن سرعان ما اعتبرت الأمر عاديا عندما قدمت الغزوي نفسها كوسيطة لحل خلافاتها مع شريكها علي عمار. وبعد أن تأكد علي عمار من أن صوفي مشغولة بوجبة العشاء مع الغزوي، «تسلل» إلى شقتها وسطا من داخلها على مبلغ مالي محدد في 20 ألف درهم وقرص صلب يحتوي على تصاميم فنية وحاسوب وشيك بنكي لم تكن صوفي على علم بسرقته إلا بعد أن أخبرها بذلك رجال الأمن فيما بعد. وكان مفترضا، حسب مصدرنا، أن يقوم بمهمة الغزوي -المتمثلة في «الخروج مع صوفي في وجبة عشاء»- صحافي من مجلة «تيل كيل» هو (م.م)، وقضى علي عمار ساعات طويلة استمرت إلى حدود الرابعة صباحا في شقة الغزوي قصد إقناعه بالقيام بهذه المهمة، لكن صحافي «تيل كيل» رفض الاستجابة لطلب عمار بعد أن شعر بالخوف من تطورات محتملة لهذه القضية، قبل أن يقدم تبريرا لهذا الرفض قال فيه «إنه يخشى أن يوسخ ملفه والسبب أنه يريد أن يترشح في الانتخابات البرلمانية لسنة 2012». وتحكي صوفي غولدرينغ، حسب مصدرنا، كيف أنها أعطت سلفة مالية تقدر ب65 ألف درهم لعلي عمار بعد عودته من فرنسا بعد أن قال لها إنه يعيش ضائقة مالية، كما أن عمار، حسب قولها، مسؤول عن اختفاء 6 ملايين سنتيم من مالية الشركة، وعندما سألته عن مصيرها، كان جوابه غامضا، حيث اكتفى بالقول: «لقد صرف هذا المبلغ المالي في بعض المصاريف الخاصة بالشركة». أكثر من هذا، تحمّل صوفي غولدرينغ علي عمار مسوؤلية بعض الخسائر التي تكبدتها شركتهما. ومن هذه الخسائر أن علي عمار قضى ليلة واحدة في فندق ب15 ألف درهم، فيما كانت وجهة نظرها هي ضرورة ترشيد نفقات الشركة التي لازالت في سنواتها الأولى. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن علي عمار طلب من صوفي غولدرينغ، في رسالة إلكترونية، أن يتنازل لها عن الحاسوب والقرص الصلب الذي يتضمن بعض التصاميم الفنية مقابل أن تسلمه 10 ملايين سنتيم، وقد أطلعت صوفي مصالح الأمن على نص هذه الرسالة الإلكترونية. وفي الوقت الذي يقول فيه علي عمار إنه يتوفر على فاتورة من المؤسسة الناشرة ل»لوجورنال» تثبت ملكيته للحاسوب الذي سطا عليه من داخل شقة صوفي غولدرينغ، ذكر مصدرنا أن علي عمار لا حق له في استخدام فواتير الشركة التي غادرها في غشت 2008، فيما توجه أصابع الاتهام في هذه القضية إلى مسوؤل في «لوجورنال» بكونه هو من «سرب» مثل هذه الفواتير إلى علي عمار. وذكر مصدرنا أن صوفي غولدرينغ ترددت في البداية قبل وضع شكايتها لدى مصالح الأمن، حتى إنها لم تشر إلى اسم علي عمار في هذه الشكاية، وسبب هذا التردد أنها تخشى أن تتعرض إلى عملية انتقام.