قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كان يزور أثينا يوم السبت قبل التوجه إلى لبنان، إن انضمام إسرائيل إلى مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي من المقرر أن يخرج إلى الوجود خلال أسابيع، لا يطرح مشكلة لدى بعض الدول العربية من بينها المغرب. وأضاف نيكولا ساركوزي، الذي كان يجيب عن أسئلة صحفية ردا على التصريحات الأخيرة لمراد مدلسي، وزير خارجية الجزائر: «لقد تناولت الغداء الاثنين الماضي مع الرئيس المصري حسني مبارك ولم يقل أبداً أن وجود إسرائيل يمثل مشكلة، وفي تونس التي زرتها نهاية أبريل لم يقل لي الرئيس زين العابدين بن علي إن ذلك يطرح مشكلة، وكذلك الأمر في المغرب، فجلالة الملك محمد السادس -وهو ليس فقط قائد دولة بل أميرا للمؤمنين- لم يقل لي إن وجود إسرائيل يمثل مشكلة». من جهته، كان مراد مدلسي قد صرح قبل يومين بكون الدول العربية المشاركة الجمعة في منتدى دول المتوسط بالعاصمة الجزائرية طلبت توضيحات حول تداعيات «انضمام إسرائيل إلى الاتحاد من أجل المتوسط، وأن الجزائر لن تتخذ قراراً بهذا الشأن قبل الحصول على هذه التوضيحات». وبالرغم من كون وزير خارجية الجزائر لم يشر تحديدا إلى أسماء الدول العربية التي طلبت «التوضيحات»، إلا أنه شدد على أن بلاده لن تعلن موقفها من الاتحاد إلا بعد الحصول على توضيحات أخرى تهم تحفظات لديها على الاتحاد المتوسطي الذي من المقرر أن يعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انطلاقه في 13 يوليوز المقبل. وترى بعض الأوساط الصحفية الجزائرية أنه من المحتمل جدا أن تقاطع الجزائر الاتحاد من أجل المتوسط الذي يدعو إليه الرئيس الفرنسي، مشيرة في الآن نفسه إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط المقبل التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل ينبغي «عدم إجبارها على المساهمة في مشاريع مشتركة مع الدولة العبرية داخل الاتحاد». وتفيد أنباء صحفية بأن الجزائر «منزعجة» من كون منصب رئيس الاتحاد من أجل المتوسط سيسند إلى مصر، ومقر أمانته العامة سيكون في تونس، وأن المغرب سيتولى منصب الأمانة العامة، في حين أوردت قناة «فرانس 24» أن الجزائر ترى أن فرنسا متقاربة جدا مع المغرب بخصوص قضية الصحراء، ونفس الأمر مع تونس ومصر، في حين أن طلبها «توضيحات» بخصوص تواجد إسرائيل ليس سوى «إعلان تحفظات لن يصل إلى مقاطعة الاتحاد المتوسطي أو إملاء شروط للانضمام إليه»، حسب قولها.