وصفت يومية «هآريتز» الإسرائيلية في مقال لها الاجتماعات التحضيرية التي استبقت إطلاق قمة الاتحاد من أجل المتوسط بباريس بأنها كانت «مقامرة حقيقية تشبه خوض رهان من غير ضمانات»، وأن لقاء أزيد من 40 قائد دولة بباريس كان فقط تجسيدا ل«نزوة سياسية تبادرت إلى ذهن ساركوزي منذ سنة»، على حد تعبيرها. واعتبرت «هآريتز»، في مقالها الذي ترجمته مجلة «كوريي آنتيرناسيونال» الفرنسية ونشر أول أمس الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية، وهي تتابع مخاض تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، تتساءل عما جعل ساركوزي «يورط نفسه في هذه الدوامة، ولماذا تبعته إسرائيل في خطاه، وهو يسعى إلى زعامة متوسطية؟». وقالت اليومية الإسرائيلية إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وضع أنفه في غسيل الصراع العربي-الإسرائيلي، وإن مشاريعه وأفكاره لم تلق اهتماما من جانب القادة العرب الذين «لهم انشغالات وأولويات أكبر وأكثر مما يقترحه ساركوزي من مشاريع مشتركة»، حسب تعبيرها. هذا، وكشفت صحيفة «هآريتز» بهذا الخصوص أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح، على هامش تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، إنشاء طريق سيار ضخم وعابر للقارات يربط أوربا بإسرائيل عن طريق المغرب. وأورد المصدر الصحفي ذاته أن ساركوزي اقترح بناء طريق سيار يربط أوربا انطلاقا من إسبانيا ويمر بالمغرب حتى إسرائيل، بجانب مشاريع تنموية أخرى تتصل أساسا بالاستفادة العربية من التكنولوجيا الإسرائيلية في مجال تحلية مياه البحر، وهي «كلها مشاريع لم تكن تعكس أولوية لدى القادة العرب»، بتعبير صحيفة «هآريتز». من جهته، وصف الزعيم الليبي معمر القذافي الاتحاد من أجل المتوسط ب«مشروع إحياء خرائط استعمارية قديمة»، وقال بهذا الخصوص في مؤتمر صحفي بمكتبه بباب العزيزية بطرابلس: «للأسف أصدقاؤنا في الجهة الشمالية يصرون على ما يبدو على طرح الخرائط الاستعمارية، هذا المشروع عبارة عن خريطة الإمبراطورية الرومانية، نحن أيضا لدينا خريطة قرطاجنة وخريطة الخلافة العثمانية التي تصل إلى فيينا، وخريطة الأندلس التي تصل إلى جبال البرانس، وخريطة دولة الأغالبة التي تأخذ كل جزر البحر المتوسط بما فيها مرسيليا وقبرص ورودوس، وهناك خرائط استعمارية حديثة مضمونها أن ليبيا هي الشاطئ الرابع لإيطاليا، وأن الجزائر جزء لا يتجزأ من التراب الفرنسي، وأن قناة السويس بريطانية»، على حد تعبير قائد الجماهيرية الليبية.