عبر برلمانيون مغاربة عن مخاوفهم من أن يسقط المغرب في التطبيع مع إسرائيل من خلال الانخراط في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، وعبر البرلمانيون عن هواجس تجاه المشروع الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والذي من المنتظر الإعلان عنه هذا الشهر، وقالت مالكة العاصمي، خلال اجتماع لجنة الخارجية بمجلس النواب الجمعة الماضي والذي ترأسه فؤاد عالي الهمة بحضور وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، إن «المشروع الفرنسي يندرج ضمن إطار عام يستهدف تغيير السياسة الخارجية لفرنسا تجاه عدد من القضايا التي تهم الإرهاب والهجرة»، داعية إلى ضرورة الوعي بأبعاد هذه السياسة، وقالت العاصمي ل«المساء» إن فرنسا بدأت تخلط بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب، محذرة من السقوط في التطبيع مع إسرائيل من خلال الاتحاد من أجل المتوسط، وأضافت أن المشروع الذي يبشر به ساركوزي يعد تكرارا للشراكة الأورومتوسطية، مضيفة أن «القضايا التي يطرحها ساركوزي، مثل البيئة والهجرة، كان يمكن طرحها ضمن الشراكة المتوسطية»، وحذرت أيضا من تحويل المغرب إلى محطة للمخيمات التي تؤوي اللاجئين الذين ينوون الهجرة إلى أوربا. ومن جهته، عبر فريق العدالة والتنمية، من خلال مداخلة لرضا بن خلدون في اللجنة، عن مخاوفه من السقوط في التطبيع مع إسرائيل من خلال الاتحاد من أجل المتوسط، وحذر من أن إسرائيل قد تصبح رئيسة للاتحاد مادام قانونه ينص على أن الرئيس يكون من دول الشمال، ونائبه يكون من دول الجنوب، وقال بن خلدون إن خطورة المشروع تكمن في أنه سيفرض التطبيع على المغرب، لأنه مبني على شراكة جماعية، وليس مثل مسلسل برشلونة المبني على شراكات ثنائية، وقال ل«المساء» إنه «لا جدوى من الاتحاد من أجل المتوسط مادام هناك مسلسل برشلونة الذي يجب تطويره وتقييمه». وحذر بن خلدون، في حديثه إلى وزير الخارجية الفاسي الفهري، من أن الاتحاد من أجل المتوسط يندرج ضمن أجندة ساركوزي والتي لا علاقة لها بأجندة المغرب»، وقدم بن خلدون مثالا على أهداف هذه السياسة المتمثلة في إقصاء تركيا من عضوية الاتحاد الأوربي من خلال إدماجها في مشروع الات حاد». وردا على هذه المخاوف، أكد الفاسي الفهري، أن المغرب لن يسقط في التطبيع مع إسرائيل، وأنه «ملتزم بقرارات الجامعة العربية بمقاطعة إسرائيل»، وقال إن هناك طلبا بأن يكون عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، عضوا مراقبا في الاتحاد. أما بخصوص احتمال رئاسة إسرائيل للاتحاد، وبالتالي احتمال عقد اجتماعات الاتحاد في تل أبيب، قال الفهري إنه تنبغي استشارة الدول العربية قبل اتخاذ قرار كهذا». الهمة يهنئ يحيى يحيى على نضاله بعد استفادته من السراح المؤقت، حضر البرلماني يحيى يحيى، العضو بالغرفة الثانية، كمتتبع لأشغال لجنة الخارجية بالبرلمان، وانتهز فؤاد عالي الهمة، رئيس اللجنة، فرصة وجوده ليهنئه على إطلاق سراحه، وعلى نضاله ومواقفه الوطنية بخصوص قضية سبتة ومليلية. وقال نجيب الوزاني ل«المساء» إن جميع الفرق البرلمانية عبرت عن إدانتها لاعتقال المستشار الذي ينتمي إلى حزب العهد الذي يرأسه الوزاني والمتحالف مع الهمة. وكان اجتماع اللجنة فرصة قدم خلالها وزير الخارجية توضيحات بخصوص ما قامت به الحكومة لإطلاق سراح يحيى يحيى، حيث أكد أنه اتصل بموراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، وأبلغه رفض المغرب لاعتقال برلماني مغربي. وقد قررت اللجنة إصدار بلاغ يدين اعتقال يحيى يحيى من طرف السلطات الإسبانية.