أكد الدكتور سعيد الصديقي، المختص في السياسات الأوربية، أن المغرب مطالب بتحديد موقفه فيما يخص عضوية إسرائيل ضمن دول اتحاد المتوسط الذي يدعو إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمقرّر الإعلان عنه في 13 يوليوز المقبل، وبرّر الصديقي ذلك، بكون أن هذا الاتحاد سيكون عبارة عن إطار مؤسساتي واضح، ويهدف إلى الاندماج الجهوي لدول البحر الأبيض المتوسط، ولا يمكن مقارنته بمسار برشلونة الذي لم يكن إطارا مؤسساتيا، وإنما عبارة عن فضاء للحوار والتنمية فقط. يأتي ذلك، في وقت طالبت فيه الدول العربية من فرنسا توضيحات بشأن عضوية إسرائيل ضمن دول اتحاد المتوسط، وفق ما أعلن عنه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على هامش منتدى دول المتوسط في العاصمة الجزائرية، الذي قال إنه من بين النقاط التي تتطلب توضيحا، هناك تداعيات وجود إسرائيل داخل الإتحاد من أجل المتوسط. وردّ الرئيس الفرنسي على الطلب العربي بقوله أن كلا من المغرب وتونس ومصر، ليس لهم أية مشكلة في حضور إسرائيل في اتحاد المتوسط، وقال ساركوزي إن جلالة ملك المغرب محمد السادس وهو ليس فقط قائد دولة بل أمير للمؤمنين، لم يقل لي إن وجود إسرائيل يمثل مشكلة. إن ما يطرح مشكلة هو مسيرة (السلام الفلسطيني- الاسرائيلي) أنابوليس التي يبدو أنها تشهد تباطؤا حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. ويرى مراقبون أن فتح مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني والدول العربية، يبقى من بين الأهداف الخفية للاتحاد الذي يقترحه ساركوزي، لكن عبر المسار الاقتصادي والأمني، دون المرور عبر المسار الدبلوماسي والسياسي، ناهيك عن الأهداف المباشرة والموضوعية المتمثلة في مشاكل الهجرة والإرهاب.