لقي خمسة عمال وعاملات مصرعهم، مساء يوم الاثنين 07 يونيو 2010، اختناقا بمحلول حمضي بمستودع داخل قبو معمل لتصبير الزيتون الأحمر بالحي الصناعي في مدينة تاوريرت، ويتعلق الأمر بكلّ من الزهرة نماسي 16 سنة، ونعيمة بالمدني 26 سنة، وزكية البوعزاوي 27 سنة، والحسين كركري 31 سنة، والكحل عبد العزيز 32 سنة، فيما نقلت في حالة خطيرة إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي لتاوريرت العاملتان ميمونة بختي وفاطمة بنصناع. وتعود وقائع المأساة إلى حدود الساعة الرابعة من عشية اليوم نفسه حين نزلت إحدى العاملات بالمعمل إلى المستودع/القبو حيث توجد صهاريج يخضع فيها الزيتون لعملية الاختمار بالماء والملح ومواد كيماوية، وهناك تعرضت لحالة اختناق نتيجة انعدام الأوكسجين وانبعاث الغازات إثر عملية الاختمار، قبل أن يهرع العمال الآخرون، الواحد تلو الآخر، إلى عين المكان في محاولة لانتشالها، غير أنهم سيلقون حتفهم بالطريقة نفسها. وتأتي هذه الكارثة المأساوية بالمعمل المذكور، وهو كما سبقت الإشارة إلى ذلك واحد من معامل التصبير التي تتكاثر بتاوريرت بحكم أن المنطقة معروفة بوفرة إنتاجها من الزيتون وتصبيره وتصديره، في ظل غياب الوسائل الوقائية الضرورية كالأقنعة الخاصة بالتنفس، إضافة إلى انعدام الوعي بمختلف أخطار التفاعلات الكيماوية الناتجة عن عملية الاختمار والتصبير، خصوصا بالنسبة إلى النوع الأحمر من الزيتون الذي يقوم بامتصاص كبير للأوكسجين، مما قد يتسبب بسهولة في عملية الاختناق، خاصة إذا كان المستودع لا يتوفر على منافذ للتهوية الكافية. ونقلت جثث الضحايا الشبان، مساء اليوم نفسه، إلى مستودع الأموات بمستشفى الفارابي بوجدة لإخضاعها للتشريح بهدف تهديد أسباب الوفاة، كما فتحت مصالح الأمن وكذا السلطات المحلية تحقيقا في النازلة لمعرفة ملابسات الحادث واستجلاء ظروفه وحيثياته قصد تحديد المسؤوليات في هذه الكارثة.