لم تدم مدة فرار «المخازني» الذي ارتكب جريمة قتل مستعملا بندقية صيد، مساء أول أمس الخميس، بمدينة إيفران، في حق كومندون (مقدّم) ينتمي إلى صفوف القوات المساعدة، إلا ساعات قليلة. فقد استنفرت السلطات جميع أجهزتها الأمنية للبحث عن الجاني بعدما أطلق طلقاته القاتلة ضد مسؤولَيْن في جهاز «المخازنية» بالمقاطعة اليتيمة في المدينة، غير بعيد عن مقر العمالة. واستعملت في عمليات البحث مروحيات تابعة للدرك وكلاب بوليسية وسدت جل المنافذ المؤدية إلى المدينة، وتم اقتحام الغابة الممتدة في المنطقة بعشرات الرجال المسلحين، قبل أن يعتقل «لحسن.ل»، وسط الغابة، وهو يحاول مغادرة المدينة في اتجاه أزرو. فيما نقلت جثة «عبد الواحد.ف»، الكومندون الذي تلقى عدة طلقات نارية في مختلف أنحاء جسمه، إلى مستودع الأموات في المستشفى العسكري بمدينة مكناس، في انتظار استكمال إجراءات التشريح الطبي قبل عملية الدفن. ويرتقب أن يحال الجاني على المحكمة العسكرية بالرباط، بعد تعميق البحث معه من قبل الضابطة القضائية للدرك، ومنها إلى السجن المحلي الزاكي بسلا، في انتظار البت قضائيا في ملفه. ولم يكتف «المخازني»، الذي يبلغ من العمر حوالي 45 سنة، متزوج وأب لبنتين، ب«الإجهاز» على هذا الكومندون، بل وجه طلقات أخرى إلى كومندون آخر كان معه في المقاطعة التي ولجها وهو يخفي بندقية الصيد التي أعدها لتنفيذ الجريمة، وأصاب «محمد.أ» إصابات بليغة أدت إلى وفاته هو الآخر في المستشفى العسكري بمكناس. وواصل «المخازني» عمليات إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، متجنبا إصابة زملاء له في العمل كانوا متواجدين داخل البناية نفسها، قبل أن يغادرها هاربا في اتجاه الغابة. وتشير جل الروايات المتوفرة حول الحادث إلى أن «المخازني»، الذي كان في فورة غضب واضحة، قام بهذه العملية «انتقاما» من تقرير اتهمه ب«التهاون» في أداء واجبه المهني، وكان سببا في مواجهته بقرار الفصل من العمل الذي قضى في مزاولته بالمدينة ذاتها حوالي 20 سنة. لكن تواتر هذه الروايات لم تمنع كلا من المفتشية العامة للقوات المساعدة والقيادة العامة للدرك من فتح تحقيق عميق للوقوف على ملابسات هذه الجريمة التي توحي جل المؤشرات بأن «المخازني» خطط لها خلال الأيام التي تلت إخباره بالقرار قبل المرور إلى عملية التنفيذ.