تحدثت مصادر إخبارية مطلعة عن قبول «الجزيرة» استقالة المذيعات الخمس اللواتي أعلنّ، قبل أيام، نيتهن الانسحاب من القناة. وجاء هذا التطور في أعقاب الضجة التي أثارتها الاستقالة والتغييرات التي قامت بها إدارة القناة والتي همت تعيين رئيس التحرير أحمد الشيخ مستشارا لرئيس مجلس الإدارة وأيمن جاب الله مديرا لقناة «الجزيرة مباشر». من جهة أخرى، أصدرت القناة القطرية، أول أمس الأربعاء، بيانا أعلنت فيه عن تعيين فريق جديد لإدارة الأخبار وعن هيكلة جديدة على مستوى القناتين العربية والإنجليزية تقضي بتبني نظام «غرفة الأخبار متعددة الوسائط والوظائف» ويديرها مدير أخبار وأربعة معاونين رئيسيين. وسيكون على رأس إدارة الأخبار مصطفى سواق، مدير مركز دراسات «الجزيرة». ويتعلق الأمر بمنصب عام يجمع بين منصب أحمد الشيخ، رئيس التحرير السابق، ومنصب أيمن جاب الله. وسيكون على السواق تسيير المرحلة الجديدة وفق ما أعلنه المدير العام وضاح خنفر من توجيهات عامة لم تُعرف تفاصيلها الدقيقة، إذ اكتفى خنفر بالحديث عن كون مدير الأخبار سيسير غرفة الأخبار وسيقوم ب»العناية بمسارها العام إداريا وتحريريا والتواصل مع الأقسام والوحدات إشرافا وتدريبا». كما تم تعيين محمد داوود مديرا للتخطيط الإخباري وحسان الشويكي مديرا للتحرير ومحمد المختار مديرا لتحرير موقع القناة ورمزان النعيمي مديرا لإدارة الإبداع الفني. في السياق نفسه، أصدرت المذيعات المستقيلات بيانا توضيحيا في شأن التأويلات والتداعيات التي تلت انكشاف استقالتهن قبل الإعلان عنها رسميا. وأكدن أن اللباس ليس هو السبب الوحيد الذي دفع بهن إلى الاستقالة، وأن الشكوى، التي قدمت في وقت سابق عن زمن الاستقالة ضمن مجموعة أوسع من المذيعات، لم تكن تنصب على الاعتراض على مضمون النظام الداخلي الذي يحدد طبيعة اللباس ولا علاقة لها بسياسة القناة في موضوع شكل المذيعات. كما حرصن على أن يظل الموضوع ضمن «الإطار التنظيمي للقناة وفقا للأصول وحفاظا على صورة «الجزيرة» ومكانتها لدينا». إلا أن المذيعات لم يشرن في بيانهن إلى النظام الداخلي الذي يلزمهن بالتقيد بمجموعة من الشروط الخاصة بالمظهر والملبس، ومنها منعهن من لبس حذاء بكعب عال، وتحديد فتحة الصدر في الألبسة النسائية داخل القناة في سنتمترين فقط وضرورة التقيد بلم الشعر نحو الخلف وعدم إلقاء خصلاته إلى الأمام، فضلا عن أن هنالك من تحدث عن شروط يجب أن تتقيد بها المذيعات حتى خارج أوقات العمل. ويأتي قبول استقالة المذيعات من قبل إدارة القناة القطرية ليضع حدا لشائعات تحدثت عن احتمال وجود وساطات من شخصيات كبيرة في قطر لوجود صيغة تفاهم بين الإدارة والمستقيلات. ويعتبر مصطفى سواق، المدير العام للأخبار الجديد، واحدا من الكفاءات الإعلامية الموجودة حاليا في «الجزيرة». هو جزائري الأصل، متزوج من أمريكية مسلمة. اشتغل سابقا مراسلا ل «الحياة» في الجزائر قبل أن يعمل لاحقا في شبكة «إم بي سي» بغرفة الأخبار. مصادر إعلامية وصفت سواق ب «الرجل الهادئ، والمهني» خاصة أنه يتميز بكفاءة فكرية عالية واعتبرت أن تعيينه في المنصب الجديد من شأنه أن يعيد التوازن للقناة القطرية. سواق زاول التعليم العالي في الجزائر وحصل على الدكتوراه من أمريكا.