عبر عدد من الفاعلين المحليين بسيدي إفني عن غضبهم الشديد من مجلة الخطوط الملكية المغربية التي نشرت في عددها رقم 161 الخاص بشهري ماي الجاري ويونيو المقبل، صورة فوتوغرافية بالصفحتين 74 و75 لأحد المناظر الطبيعية بشاطئ «الجزيرة» الذي يبعد عن مركز سيدي إفني بأحد عشر كيلومترا، وقالت في تعليق ذيلت به الصورة إن المنظر المذكور يوجد بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية. وهو ما اعتبره المتتبعون حيفا في حق التراث الطبيعي الذي تزخر به مناطق آيت باعمران، وإساءة للسياحة بمدينتي الداخلة وسيدي إفني، كما اعتبروا أن الخطأ الذي ارتكبته مجلة الخطوط المغربية يصب في خانة «طمس هوية المنطقة، وإهانة لمدينة الداخلة التي تمتاز بمؤهلات سياحية متميزة تغنيها عن تسول المناظر الطبيعية بمناطق أخرى بمختلف تراب الوطن»، وهو ما يستوجب - في نظرهم- الاعتذار لسكان المدينتين، كما طالبوا بمحاسبة مسؤولي المجلة على هذا الخطأ الذي وصفوه ب«الفادح»، خاصة وأن المجلة توزع على متن الطائرات التابعة للخطوط الملكية المغربية داخل الوطن وخارجه، وستؤدي لا محالة –يقول المتحدثون- إلى تغليط السياح الأجانب الذين يعجبهم المنظر ويأتون للبحث عنه بمدينة الداخلة، في الوقت الذي يوجد حقيقة على بعد مئات الكيلومترات بعمالة سيدي إفني. وارتباطا بالموضوع، أطلق شباب ينحدرون من المنطقة حملة إعلامية على الموقع العالمي الشهير «الفايس بوك»، بهدف «إفشال كافة المحاولات الرامية إلى طمس هوية سيدي إفني»، ووضع حد لما أسموه ب«الحكرة» التي تمارسها الخطوط الملكية المغربية على التراث الطبيعي للمنطقة، ومن المنتظر أن يعرف الموضوع تطورات أخرى خاصة مع انتشار الخبر في صفوف ساكنة المنطقة، وتأخر إصدار العدد الموالي للمجلة الذي سيطرح بالأسواق في غضون شهر يوليوز المقبل. يذكر أن شاطئ الجزيرة يتميز بمناظره الخلابة المنحوتة طبيعيا، وبفنادقه المطلة على البحر، وقد شكل على مدى السنوات الماضية قبلة لعدد كبير من السياح المغاربة والأجانب، خاصة وأن الجزيرة تتميز بالإضافة إلى مناظرها الطبيعية بعدد من المدرجات الطويلة التي تغري السائح وتشعره بالمتعة منذ الوهلة الأولى لدخولها، لكن المنطقة بحاجة إلى تكثيف جهود التعريف بمؤهلاتها، كما أنها بحاجة لمزيد من البنيات التحتية التي تؤهلها لاستقبال أكبر عدد من الزائرين واستثمار ذلك في تنمية المنطقة بشكل عام.