أكدت لطيفة العابدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أن الموسم الدراسي الجاري عرف تقليص عدد المنقطعين بأكثر من 80 ألف تلميذ. واعتبرت العابدة، في ردها عن سؤال برلمانيي مجلس النواب، أن الهدر المدرسي مؤشر أساسي على الاختلالات التي تعرفها المنظومة على عدة مستويات، مشيرة إلى أن أسبابه متعددة، مرتبطة بالعرض والطلب التربويين، وتكمن المعالجة الجذرية لظاهرة الهدر المدرسي، حسب العابدة، في إنجاح مشاريع البرنامج الاستعجالي التي تعالِج أسباب هذا الهدر. كما تعمل الوزارة على التتبع الفردي للتلاميذ وإحداث الأستاذ الكفيل ولجان اليقظة في المؤسسات التعليمية ومشروع «من التلميذ إلى التلميذ». واعتبرت، في ردها على أسئلة البرلمانيين حول ضرورة خلق مراكز استماع في المؤسسات التعليمية، أن المجتمع يتأثر بالمدرسة كما تتأثر المدرسة بالمجتمع، مشيرة إلى أن الوزارة تعتمد مقاربة تربوية تدخل ضمن اختصاصاتها، كما تساهم في ذلك المدرسة وقطاعات حكومية أخرى، كالشباب والرياضة والثقافة، وإلى أن هناك عدة مبادرات تُتَّخذ بشراكة بين المؤسسات التعليمية وجمعيات المجتمع المدني وجمعيات الأمهات والآباء، وإلى أن المقاربة التشاركية «كفيلة بإخراجنا من هذا الوضع». وعن معضلة الالتحاق بالأزواج، التي باتت العديد من المدرسات تتخبط فيها، قالت العابدة إن الوزارة تنظِّم أكبر حركة انتقالية يشارك فيها ما يقارب 60 ألف موظف سنويا ويستفيد منهم ما يقارب 5000 على الصعيد الوطني. وتأتي بعد الحركة الوطنية الحركات الجهوية والإقليمية. وأوضحت العابدة أن إرضاء الطلبات مرتبط أساسا بتوفر منصب شاغر في المكان المرغوب فيه. وأضافت أن هذه الحركة تتم وفق مقاييس محدَّدة ومعروفة، متفقٍ عليها مع النقابات التعليمية، وتعطى الأسبقية المطلَقة فيها للتجمع العائلي، حيث إنه، من أصل 6453 طلبا، تم إرضاء 1200، أي بنسبة تقارب 20 % سنة 2009. وعن سبب عدم توحيد العطل السنوية للتعليم العالي مع باقي العطل المدرسية، ردا على استفسارات بعض مستشاري الغرفة الثانية، قالت العابدة إن السنة الدراسية للتعليم المدرسي تنظَّم في دورتين، تتكون كل واحدة منهما من فترة للدراسة الفعلية مدتها 17 أسبوعا (102 يوم) مقسمة إلى فترتين (تفصل بينهما مدة بينية تتراوح ما بين 7 و10 أيام) تتخللها الأعياد الوطنية والدينية.. ويشير القرار إلى أن الفترات البينية تخصَّص لتنظيم الأنشطة الرياضية والتربوية والثقافية، كما يخصَّص يومان منها لتقويم فترات الدراسة وانعقاد مجالس المؤسسة والتخطيط للمشاريع التربوية، وهو أمر لا يتأتى للتعليم العالي الذي يعمل بنظام الأسدس (وليس بنظام السنة الدراسية) وينتج عنه تفاوت بين عطلة منتصف الموسم الدراسي فقط، على اعتبار أن العطل الدينية والعطل الوطنية موحدة بالنسبة إلى القطاعين، وأن الفترتين البينيتين مخصصتان، كما سبق ذكر ذلك، للأنشطة الرياضية والتربوية والثقافية. وأضافت العابدة أنه من المفروض، بناء على هذه المعطيات، أن يتم تنظيم السنة الدراسية في التعليم المدرسي بشكل قار وثابت مع بعض التعديلات البسيطة، من موسم إلى آخر، غير أن عدم تحديد يوم قار لانطلاق الموسم الدراسي (الأربعاء الثاني من شهر شتنبر)، حيث يتأرجح هذا اليوم بين 8 و15 شتنبر، من جهة، وخضوع العطل الدينية للتقويم الهجري، من جهة ثانية، يجعل تنظيم السنة الدراسية تتداخل فيه أحيانا العطل الدينية مع الأيام الوطنية أو الفترات البينية، مما يتطلب تغيير تواريخ الفترات البينية وعطلة منتصف السنة، وتنتج عنه إزاحة هذه التواريخ بأسبوع أو بعشرة أيام. وأكدت العابدة أنه سيتم تنظيم وقفة تقويمية للتنظيم الحالي، بمشاركة جميع الأطراف المعنية، من أجل استخلاص تنظيم للسنة الدراسية يراعي انسجام الإيقاعات المدرسية مع الإيقاعات البيولوجية للمتعلمات والمتعلمين ويأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات والاقتراحات، فضلا عن الخصوصيات المحلية.