تدخل عامل إقليمطانطان، أحمد مرغيش، بقوة أثناء بداية أشغال دورة ماي العادية للمجلس الإقليمي ليرُد على عضو اللجنة المكلفة بشؤون الميزانية والمالية، الحسين بوتاسوفرة، الذي قال بصوت عالٍ «الفتنة نائمة، ولعن الله من أيقظها»، حيث وصف عامل الإقليم هذا الكلام ب«الخطير» الذي لا يجب التلفظ به في إقليم ينعم بالاستقرار، واعتبر مثل هذا الكلام تشويشا وتحريضا، وأن الأغلبية الساحقة من الساكنة تعرف جيدا من يوقظ الفتنة. وكان العضو المذكور مُصرا على أخذ الكلمة قبل البدء في جدول أعمال الدورة، المنعقدة آخر الأسبوع المنصرم، حيث عبّر عن احتجاجه على عدم إدراج عدد من النقط التي سبق أن اقترحها على رئيس المجلس، والتي تهم أوراش التنمية البشرية والتأهيل الحضري بالإقليم، ومآل مقرر تحيين لوائح المستفيدين من الدقيق المدعم، وحصيلة موسم طانطان ودوره التنموي، وقال المستشار المذكور إن عدم إدراج تلك النقط لا يخلق جوا سليما، وتوجّه إلى عامل الإقليم مخاطبا إياه «هناك من يحيط بك ويوقظ الفتنة». وفي تصريح ل«المساء»، قال العضو المحتج إنه ضاق ذرعا من عدم استجابة رئاسة المجلس الإقليمي لرسائله المتكررة الداعية إلى إدراج النقط المذكورة، واعتبر أنه من حق المنتخبين والرأي العام أن يعرف تفاصيلها، حيث يشوبها ما يراهُ المتحدث هدرا للمال العام، مضيفا أن المسؤولين يحرجهم الحديث عن هذه التفاصيل، ومعتبرا بأن ردّ الرئاسة بخصوص عدم إدراجها غير مقنع. غير أن رئيس المجلس الإقليمي، علي كرمون، أوضح ل«المساء» أنه لم يوافق على إدراج نقطة أوراش التنمية البشرية والتأهيل الحضري في جدول الأعمال، لأن مضمونها غير واضح، مضيفا أنه لا يحبذ أن يساهم كرئيس للمجلس الإقليمي في نقل الصراع الدائر بين الأغلبية والمعارضة في المجلس البلدي إلى المجلس الإقليمي، خاصة وأن الشطر الأول من التأهيل الحضري لم ينته بعد، ونحن كمكتب للمجلس، يضيف المتحدث، مقتنعين بأن إنجازه يتم في أحسن الظروف. وبخصوص عدم موافقته على إدراج موسم طانطان السنوي ضمن جدول أعمال الدورة، أوضح الرئيس أن العمالة منهمكة في الإعداد ليوم تقييمي يشارك فيه كل من له علاقة بالموسم، وأضاف أن ميزانية الموسم لا علاقة لها بميزانية المجلس الإقليمي حتى يكون إدراج هذه النقطة ضروريا، وأما بخصوص لوائح الدقيق المدعم، أوضح المتحدث أن اللوائح يتم تحيينها، وأن السلطة لم تتهرب من مسؤوليتها في هذا الاتجاه. وخلال هذه الدورة، التي دامت 6 ساعات، تمت المصادقة بالإجماع على إعادة برمجة 345 ألف درهم لشراء وعاء عقاري ببلدية الوطية لفائدة جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي عمالة إقليمطانطان، والمصادقة على تحويل اعتماد 200 ألف درهم، كان مقررا تقديمها كإعانة لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، إلى إعانات للجمعيات الرياضية (80 ألف درهم)، وإعانات لمؤسسات أخرى اجتماعية (60 ألف درهم)، ومصاريف تنقل الرئيس والمستشارين داخل المملكة (60 ألف درهم). وناقش الأعضاء مآل برنامج محاربة آثار الجفاف والإجراءات المتخذة للحد من الانعكاسات السلبية للموسم الفلاحي، وكذا إمكانية تخصيص حصة لأبناء الإقليم من خلال مباراة الالتحاق بمعهد التكنلوجيا للصيد البحري وإعادة العمل ببرنامج التكوين بالتدرج، بالإضافة إلى تدارس المجلس لإمكانية خلق مركز صحي يحتوي على مضادات للسموم وتشخيص أنواعها.