لم يصل وفد الرجاء إلى الدارالبيضاء إلا في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، بعد أن انفجرت عجلة الحافلة التي كانت تقل الفريق من مكناس بعد تجاوزها لمدينة تمارة ببضعة كيلومترات، وكادت لولا الألطاف الربانية أن تفقد توازنها، ومنذ الساعة السابعة مساء عاش اللاعبون والمؤطرون والمرافقون حالة من الرعب بعد أن سمع دوي العجلة، واضطر السائق إلى البحث عن حلول قبل أن يلجأ لشاحنة إنقاذ، والاستنجاد بالرئيس الذي أوفد إلى عين المكان حافلة لنقل الوفد إلى الدارالبيضاء، بعد أن قضوا خمس ساعات من الاحتجاز داخل الحافلة المصابة. وعلى الرغم من المحاولات التي قام بها أحد التقنيين لإصلاح العطب إلا أنه تبين بأن الأمر يحتاج لصيانة خاصة ودقيقة، من طرف الشركة المنتجة مما تطلب في آخر المطاف اللجوء للخيار الصعب، وهو انتظار الإغاثة من الدارالبيضاء. ومما زاد الأمور تعقيدا الأجواء المكهربة داخل الحافلة، بعد المعركة التي حصلت عقب مباراة النادي المكناسي حيث سجلت أحداث شغب حقيقية في مستودع الملابس، بعد أن تطورت الملاسنات بين المدرب إيف شاي واللاعب حسن الداودي إلى معركة بالأيدي والشتائم، وعلى الرغم من تدخل اللاعبين الأفارقة بالخصوص فإن الوضع ظل مشحونا وسمعت أصوات مخلة بالحياء، مما أساء إلى صورة الرجاء كنادي مرجعي وحولت العديد من اللاعبين إلى متفرجين على وضعية تخدش اسم النادي. وقال المدرب إيف شاي ل«المساء» إنه فوجئ بفورة الغضب التي اجتاحت اللاعب حسن الداودي، الذي كان يشتم ويوجه اتهامات مباشرة له، رغم أنه اضطر إلى استبداله في نهاية الجولة الأولى لحصوله على إنذار والتخوف من النقص العددي الذي بات يهدد الفريق، وأضاف إيف بأنه رفع تقريرا في الموضوع إلى رئيس الفريق عبد الله غلام، قصد إحاطته بأدق تفاصيل المشكل الذي ميز رحلة مكناس. ومن المنتظر أن يرفع رئيس الوفد عبد اللطيف العسكي تقريرا مماثلا إلى الرئيس، بينما حاولت «المساء» الاتصال باللاعب الداودي لكن هاتفه كان خارج التغطية، لكن اللاعب ظل يشكو لمقربيه من التهميش الذي يطاله من المدرب، إذ نادرا ما يدمجه في التركيبة الأساسية للفريق بالرغم من شفائه من الإصابة. وحسب مصادر مقربة من الفريق فإن توقف الحافلة في منطقة العرجات بمدخل سلا لتناول وجبة العشاء قد تميز باحتقان كبير، وكان الموضوع الأكثر تداولا بين اللاعبين والمرافقين هو الفوضى التي عرفها المستودع، وقال أحد اللاعبين إن مستودع النادي المكناسي كان هادئا رغم أن الفريق نزل إلى القسم الثاني، بينما كانت فورة الغضب شاهدة على شغب من نوع آخر. وفضل المدرب خوصي روماو الذي تابع المباراة عدم الخوض في هذا الحادث العرضي، بينما أجل المدرب إيف شاي الحصة التدريبية التي كانت مقررة في اليوم الموالي لمباراة مكناس.