تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات، وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض.
الحرمل يطلق عليه اسم بخور الملائكة، يبلغ ارتفاعه 60 سنتيمترا، وهو ذو أوراق مفصصة، ورائحة مميزة، وأزهاره بيضاء كبيرة، ويعطي ثمارا علبية بيضية، بها بذور سوداء صغيرة. وينمو النبات بريا في معظم بلدان الوطن العربي، خاصة في المناطق الصخرية في البيئات ذات المطر الوفير نسبيا، كما ينمو في كثير من بلدان البحر الأبيض المتوسط.
ترجع أهمية الحرمل الطبية إلى عهد قدماء اليونان، حيث استخدموا مسحوق البذور في العلاج من الديدان الشريطية، وتؤثر قلويدات الحرمل على الديدان الشريطية، إذ تشلها وتفقدها القدرة على الحركة، كما تؤثر على الكائنات الدقيقة وتستعمل البذور لهذا الغرض لغاية يومنا هذا، وتستعمل أيضا في علاج الملاريا المزمنة، كما يستعمل الحرمل في الطب الشعبي لإدرار الحليب عند السيدات وتقوية القدرة الجنسية عند الرجال.
يستخدم مستحضر الهارمين المستخلص من الجذور، على شكل هيدروكلوريد الهارمين تحت الجلد لعلاج داء باركسنون والشلل الاهتزازي والتهاب الدماغ، حيث يحرض الهارمين الجملة العصبية المركزية، وخاصة المراكز المحركة في قشرة الدماغ، فيسرع التنفس ويخفض ضغط الدم ويوسع الأوعية الدموية المحيطية ويرخي عضلات الأعضاء المختلفة، ويعتبر البيغانين من المركبات المسكنة للسعال إلا أن الجرعات الكبيرة منه تسبب القيء والإسهال. يستعمل الحرمل منقوعا أو مغلى مع بعض الأعشاب كغرغرة في حالات التهاب الحلق والحنجرة، ويضاف العشب للحمامات لمعالجة الروماتيزم ومختلف أمراض الجلد، ويستعمل الحرمل المغلى لتهدئة وتسكين الألم وهو مضاد للالتهابات والإنتانات، ويستعمل أيضا كمادة معرقة في حالات الرشح والملاريا وهو أيضا مادة مدرة للبول، وتستعمل الأوراق على شكل لفائف في حالات الربو