أجهش طفل بالبكاء بعدما عنفه المخرج فاضل اشويكة، نجل المخرج ادريس اشويكة، أثناء تصويره لقطات من فيلم «اليد اليسرى» في منطقة درب الجامع في قلعة السراغنة. وأمر فاضل اشويكة -أمام أنظار عشرات الأطفال الصغار الذين جاؤوا، يوم الثلاثاء ما قبل الماضي، لمتابعة التصوير- الطفل بالابتعاد، فلما تلكأ الطفل الصغير نهره بطريقة لم يستسغها عدد كبير من السرغينيين الذين كانوا يعاينون عملية التصوير، فما كان من أحد أبناء الحي إلا الدخول في مشادة كلامية مع ابن المخرج اشويكة، وكادت الأمور تتطور إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل بعض فاعلي الخير. الفيلم القصير «اليد اليسرى»، الذي لا تتجاوز مدته 30 دقيقة، عرف «استغلال أطفال قاصرين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، وذلك بعدما منح المخرج مبلغ 10 دراهم، لا أكثر، لبعض الأطفال الذين شاركوا في الفيلم بأدوار خاطفة. سأل أحد الباعة بدرب الجامع الطفل سفيان عن المبلغ الذي منحه إياه مخرج الفيلم مقابل تصوير في لقطة تصوير داخل أحد دروب الحي الفقير، فرد عليه بنبرة يمتزج فيها الفرح بالحسرة قائلا: «اعطاوني 10 دراهم»، الأمر الذي اعتبره أحد أقرباء سفيان، في حديث إلى «المساء»: « استغلالا لأطفال قاصرين». وبينما تسلم الطفل «سفيان» مبلغ 10 دراهم، لم يظفر أي تلميذ من تلاميذ مدرسة «ابن خلدون»، التي احتضنت جزءا من التصوير، أو الأطفال الذين لعبوا أدوارا ثانوية في عدد من لقطات الفيلم، بأي درهم، في حين تسلم ثلاثة أطفال صغار مبلغ 10 دراهم لكل واحد منهم. لم يقف هذا الاستغلال على الأطفال بل تعداه إلى النساء، إذ أعاد المخرج والطاقم الذي عمل معه تصوير لقطة لامرأة وشاب لأكثر من 10 مرات، لم تنل عنها سنتيما واحدا، الأمر الذي أثار حفيظة بعض الجمعيات وممثلي الوداديات السكنية التي استنكرت هذا السلوك، معتبرة إياه «وجها آخر من وجوه استغلال المرأة والأطفال معا». وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عاينت بعض أطوار تصوير الفيلم، فإن الساهرين على الفيلم القصير اعتمدوا في تجسيد جل أدوار الكومبارس على شباب المدينة. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم الاتصال بهؤلاء الشباب وترغيبهم في أداء هذه الأدوار، لكن بدون مقابل. وبصعوبة بالغة، انتزعت أسرة بودلاعة بالكاد مبلغ 250 درهما من طاقم الفيلم، بعدما تكسرت نظارة ابنها المشارك مجانا في إحدى لقطات الفيلم بدرب الزاوية في المدينة، حيث إنه بعد جهد جهيد منح أحد أفراد طاقم الفيلم المبلغ الزهيد إثر انكسار نظارة الطفل أثناء تجسيده لدور في الفيلم. هذا، ويشارك في الفيلم القصير كل من الممثلين محمد خيي وبن عيسى الجيراري، أما ما تبقى من الأسماء فمجهولة في عالم التمثيل، وتلعب دور البطولة الشابة لمياء جعفري، ويشاركها رحال البرطيع هذا الدور في الفيلم، الذي شهدت مدينة القلعة جميع مراحل تصويره طيلة ثمانية أيام. ويسود تكتم شديد حول قيمة إنتاج الفيلم المدعم من قبل المركز السينمائي المغربي. أما منفذ الإنتاج فليس إلا إدريس شويكة، صاحب شركة «زوايا» للاتصال السمعي ووالد فاضل.