قبل انطلاق الحفل الذي أحياه الفنان الإسباني والعالمي خوليو إيغليسياس بحوالي ساعة ونصف، امتلأت جنبات منصة السويسي بجمهور غفير ينتمي إلى كل الأعمار والأجناس توحِّده لغة الفن الراقي والعاطفي الجميل بحس تستوعبه كل الآذان العاشقة للنغم وتتحسسه المسامع التواقة إلى النغمة الجميلة. فأمام جمهور يقارب 30 ألف مشاهد، غنى الفنان العالمي خوليو، لمدة تزيد عن الساعة والنصف، مختارات من ريبرطواره الفني وردد معه بعض من الجمهور أغانيه الشهيرة. وعبَّر خوليو، في الندوة التي نظمها قبل انطلاق السهرة، عن رغبته في الغناء في مدينة العيون المغربية، وأبدى إعجابه بالمغرب الذي سبق له أن زاره في العديد من المرات، على امتداد ثلاثين سنة. و في السياق ذاته، ذكر خوليو أنه يشعر في مدينة الرباط بأنه مغربي، وشعاره: «لنكن في المغرب اليوم»!... وأبدى الفنان العالمي رغبتَه في الغناء بالعربية، إلا أن عدم تلقيه عروضاً من شعراء وفنانين عرب لم يساعد في بلورة هذا المشروع الفني، معتبرا أن أصوله الإسبانية تساهم في تسهيل الأداء بجميع اللغات. وفي رده على سؤال حول أسباب نجاحه، عزا خوليو الأمر إلى الانضباط والتلاحم بينه وبين الجمهور، وبتواضع العباقرة، متعهدا بتخصيص كل ما تبقى من حياته للجمهور الذي منحه كل شيء. وفي الندوة ذاتها، عبر خوليو عن تعلقه بالنساء، وأكد أنه «تعلم من النساء أكثر مما تعلم من الرجال، ويؤمن بالنساء الذكيات، مشيرا في هذا الصدد إلى التشابه بين المغاربة والإسبان في تقدير النساء، ومنح الأمهات حبا مطلقا». وفي «فضاء النهضة» أحيت الفنانة اللبنانية إليسا سهرة فنية تجاوب معها الجمهور الرباطي والمغربي بصفة عامة، وردد أغلب الأغاني التي قدمتها خلال السهرة الفنية. وقد غنت إليسا العديد من القطع القديمة والجديدة، إلى جانب قطع من التراث العربي، من بينها: «بتموت»، «زي العسل»، «تِصَدّق بِمين»... وحاولت إليسا التفاعل مع الجمهور من خلال أداء قطع اقترحها عليها الجمهور. وحملت إليسا العلم المغربي، قبل أن تعرب عن تأثرها أمام الجمهور المغربي بالقول: «يحيا المغرب»!... مما خلق حالة من الهيجان بين الجمهور الذي حج إلى «فضاء النهضة»، بالآلاف، لمتابعة السهرة الفنية.