يقول مقطع أغنية لخوليو إيغليسياس "ما زلت ذلك الشاب الأجنبي.. الذي يغني لك الرومانسيات.. ويخترع لك الآحاد،ويسافر بك". هكذا بدا الساحر خوليو مساء أمس الأحد فوق منصة السويسي شابا متألقا،لم تنل منه السنون كثيرا،ينثر جاذبيته على جمهور من مختلف الجنسيات،كل يرى فيه نفسه،ويغذي نوستالجياه على طريقته. خوليو إيغليسياس مؤسسة ثقافية لوحده،غنى بأزيد من 10 لغات عالمية،مرآة تعكس ثقافات الشعوب،حتى اصبح ملكا مشتركا وإرثا عالميا،عكس بإبداعه آهات الحب الكونية وتجلت كل القضايا الإنسانية في أغانيه،غنى أمس للحنين وللذكريات (خاصة ذكرياته بالمغرب مع والده) وكأنه يخاطب كل واحد من الجماهير الحاضرة لأمسيته والذين يجسدون بالفعل التنوع الثقافي والانفتاح على الآخر الذي يتميز به المغرب. بسحره الإسباني الأندلسي المتوسطي اللاتيني،العالمي،ألهب خوليو إيغليسياس حماس الجمهور بأدائه لجل أغانيه المعروفة،وأدى مرتين أغنية "لم أتغير" (حتى اعتقد الجمهور أنه نسي أنه أداها من قبل). والمفاجأة أن خوليو تعمد أداءها للمرة الثانية بإدخاله مقاطع تتغنى بالمغرب. لم يصدق الآلاف الذي تقاطروا منذ الساعات الأولة من عشية الأحد (من جميع الجنسيات،ومن جميع الفئات العمرية) بأن من سيحيي الحفل هو خوليو إيغليسياس ،انتظر الجميع الذين يرددون مقاطع من ريبيرتواره ،وبعد إطلالة خوليو ومخاطبته للجمهور بأن الأغنية الأولى (نوستالجيا) مهداة إلى الآباء والأجداد أيقظ المشاعر الدفينة في القلوب ليستعيدوا مع الفنان الأسمر أغاني رافقتهم طوال حياتهم . ولم يخرج خوليو في اختياراته أمس عن هاجسه الكوني،وانتمائه إلى الإبداع العالمي الذي لا يعترف بالحدود،فجمع بين الأنغام من كل حدب وصوب (أرجنتينية،مكسيكية،إسبانية،عربية وفرنسية ...). وأصر خوليو على تقديم لمحة عن أغانيه المصحوبة بالرقصات،فبالإضافة الى الأغاني الرومانسية بطيئة الإيقاع،أدى بعض الأغاني الراقصة،وشاركته الغناء ثلاث مغنيات،فالفن،بالنسبة لخوليو،"فن شمولي". وفي لحظة استثنائية،قرر خوليو أن يؤدي مقاطع من أغنية جاك بيرل "لا تغادريني" '(نو مو كيت با) في مبادرة لاقت استحسانا منقطع النظير،ليؤكد إيغليسياس مرة أخرى أن الفن الجميل والراقي لا يموت أبدا. وتحت إلحاح الجمهور،أدى خوليو أغنيته (مانويلا) التي أسالت الكثير من المداد وهو يقوم بدور المايسترو الذي يراقب بنشاط أداء فرقته،التي جلبها للمغرب بكل طاقمها. وقد سبق للفنان العالمي أن صرح أمس خلال ندوة صحفية أنه يتعهد بالغناء في مدينة العيون المغربية،كما قال إنه عاشق كبير للثقافة المغربية ويزور المغرب منذ حوالي أربعين سنة. ويعرف المغرب كما يعرفه المغاربة . وأوضح إيغليسياس،الذي طاف صوته العالم بجميع اللغات وبيعت أزيد من 250 مليون من ألبوماته وازدان صدره بأوسمة وخزانته بجوائز لا تعد ولا تحصى،أن "أجمل شيء بالنسبة للفنان هو عودته إلى الأماكن التي يعشقها". من جهة أخرى،وعن عدم غنائه لحد الآن باللغة العربية قال خوليو إغليسياس إنه لم يتلق لحد الآن أية عروض من الفنانين العرب،وهو الذي يتلقى يوميا عروضا من جميع مناطق العالم،مشيرا في هذا الصدد إلى أنه صوته كإسباني يسهل عليه الغناء باللغة العربية.