أسدل الستار مساء يوم الأحد 23 مايو الجاري على الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان السينمائي بفوز فيلم «العم بوني.. الرجل الذي يتذكر حيواته الماضية» للمخرج التايلاندي أبيشتابون ويراسيتاكول بالسعفة الذهبية، فيما حصل فيلم «رجال وآلهة» للمخرج غزافييه بوفوا على الجائزة الكبرى. فيلم «جولة» للممثل والمخرج ماتيوه أمالريك نال جائزة الإخراج.. هذا الفيلم الحميمي هو بمثابة نزول إلى العالم السفلي والخفي للنساء اللائي يمارسن الستريب-تيز، التعري في الكاباريهات. يحكي فيلم «العم بوني» قصة رجل مسن مريض «انسحب» إلى الريف ليعيش آخر أيامه بالقرب من عائلته. غير أن شبحي زوجته وابنه الميتين ما لبثا أن سكناه، الشيء الذي دفعه إلى خوض مشوار طويل داخل الأدغال أفضى به إلى مكان ولادته.. تزاوج في هذا الفيلم الحلم والواقع ضمن رؤيا سريالية قربت الحياة من الموت والعكس بالعكس. شغلت تيمات اجتماعية وسياسية وتاريخية شاشات المهرجان مع أفلام مثل «روبان دي بوا» لريدلكي سكوت، صاحب «سقوط النسر الأسود»، وفيلم «غلادياتور» أو «بويتري» للمخرج الكوري الجنوبي لي شان دونغ، أو فيلم غزافييه ديبوا «رجال وآلهة» وهو مراجعة سينمائية أخاذة فنيا لتصفية رهبان تبحيرين بأحد الأديرة بالجزائر.. فيلم «الخارجون عن القانون» لرشيد بوشارب انخرط بدوره في غمرة التاريخ ولم يسعفه الحظ، إذ كان -على الرغم من الصخب الذي رافقه- الخاسر الأكبر في هذا المهرجان في طبعته الثالثة والستين. وقد تميزت هذه الدورة بفضائح غذت، وبشكل متواتر على مدى انعقاد فعاليات المهرجان، واجهات الإعلام: استغل بيرنار هنري ليفي المهرجان لإخراج عريضة وقعها العديد من المخرجين والممثلين دفاعا عن المخرج الفرنسي رومان بولانسكي. زج الفيلسوف بنفسه، بشكل متطفل وباسم «الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير»، لكن لأغراض مبطنة، في تقديم بولانسكي ضحية لتكالب العدالة السويسرية الأمريكية. لكن الحظ لم يسعف المتهم ولا محاميه الرمزي، وذلك على خلفية الدعوى التي رفعتها الممثلة البريطانية شارلوت لويس ضد بولانسكي في ال14 من مايو بتهمه الاعتداء والتعنيف الجنسي لما كانت مراهقة ومثلت في فيلم «قراصنة». وهكذا «تفشات» العريضة التي نفخ فيها ليفي ومناصروه. لماذا لم يناصر بيرنار هنري ليفي المخرج الإيراني المعتقل جعفر بناهي؟ السجال الثاني الذي عرفته هذه الدورة، وقبل أن يشاهد المشاركون في المهرجان أو يعرض الفيلم، هو الذي دار حول فيلم «الخارجون عن القانون» للمخرج الفرنسي-الجزائري رشيد بوشارب الذي تناول شذرة منسية من الحرب الاستعمارية في الجزائر. يوم عرض الفيلم (21 مايو)، حمل قدماء الفرنسيين الاستعماريين، يقودهم نائب برلماني لجهة الآلب ماريتيم بجنوب فرنسا، الأعلام واللافتات للاحتجاج على ما أسموه «المغالطات التاريخية التي مررها الفيلم عن أحداث سطيف». وبشهادة نقاد السينما الأوربيين والأمريكيين، جاءت هذه الدورة باهتة على الرغم من حضور بعض الأعلام السينمائية من مخرجين وممثلين، أمثال: جان ليك غودار، أوليفر ستون، وودي آلن، مايك لي، عباس كياروستامي، كين لوتش.. إلخ. غير أن الجوائز عكست المستوى المحترم للسينما الأوربية والآسيوية، فيما غابت السينما الأمريكية تماما عن اللائحة