كشف عضو من تنظيم القاعدة، من أصل سعودي بعد اعتقاله قبل أسبوعين في العراق، أنه كان يتأهب للقيام بعملية إرهابية في جنوب إفريقيا خلال منافسات كأس العالم لكرة القدم، وقال الناطق الرسمي باسم قوات حفظ السلام في بغداد، إن متقاعدا من الجيش السعودي برتبة رائد، المدعو عبد الله عزام القحطاني، «كان بصدد التحضير للقيام بعمل إرهابي في بغداد ضد الشيعة العراقيين، قبل أن يدلي بتصريحات حول نواياه العدوانية»، حسب العقيد قاسم الموساوي في ندوة صحفية بالعاصمة العراقية. وأضاف الموساوي: «عضو تنظيم القاعدة المعتقل كان بصدد التحضير لمحاولة تفجير منشآت في جنوب إفريقيا، خلال تنظيم نهائيات كأس العالم في الشهر القادم، من خلال مخطط وضعته قيادة تنظيم القاعدة، بتنسيق مع نائب أسامة بن لادن أيمن الظواهري». ولم يقدم الناطق الرسمي أية تفاصيل حول المنشآت المستهدفة من طرف التنظيم، واكتفى بالتلميح إلى برودة العلاقات بين العراق، والسعودية التي يقودها السنيون المناوئون لأهل الشيعة. وأشعرت الحكومة الجنوب إفريقية، فورا بهذا المستجد وقرر المنظمون تكثيف الحراسة الأمنية في المطارات، تحسبا لأي طارئ، بينما قال رئيس أمن المونديال بييروغانس، «إن تهديدات القاعدة أصبحت أمرا مألوفا قبل كل التظاهرات سواء أكانت رياضية أو ثقافية أو سياسية، وأن الخطة الأمنية التي تم اعتمادها من شأنها أن تنهي تخوفات ضيوف المونديال». وانتدبت مجموعة من المنتخبات حراسا خصوصيين لمرافقتها في رحلة المونديال، وعززت طاقمها بمختصين في الكشف عن الإرهابيين، في محاولة لزرع الاطمئنان في نفوس اللاعبين والمدربين. وأضاف أن الشرطة الجنوب إفريقية تابعت باهتمام شديد تصريحات القحطاني، والتي تحدث فيها عن نوايا إرهابية ضد تجمع كروي بعيد عن السياسة، مشيرا إلى وجود اتصالات مع المحققين العراقيين لجمع معطيات أكثر حول العمل الذي كانت القاعدة تعتزم القيام به، وما إذا كان للتنظيم مندوبون في جنوب إفريقيا، من خلال استدراج المعتقل القحطاني للحديث عن جزئيات وتفاصيل أخرى. وساهم هذا المعطى في خلق هوة من الخلاف بين الحكومتين السعودية والعراقية، وقال الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، في خرجة إعلامية، إن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي قد زور الانتخابات في العراق في شهر مارس الماضي، محاولة منه لإيجاد موقع قدم للشيعة في المشهد السياسي. وكانت مجموعة من المنتخبات قد أبدت قلقها من تنظيم المونديال في بلد تسجل فيه نسبة الجريمة أعلى معدلاتها، خاصة المنتخب الألماني الذي عبر عن قلقه من «مونديال لا يتيح فرصا أكبر للتركيز» على حد تعبير مدربه. وازدادت مخاوف المشاركين، بعد أن كشفت الأخبار القادمة من العمق الإفريقي، عن وجود شبكة استخبارات إسرائيلية تتابع عن كثب نبض المونديال الذي سينطلق يوم عاشر يونيو القادم وسط هواجس أمنية مقلقة.