دشنت مجموعات الأطر العليا المعطلة في العاصمة الرباط، عشية أمس الثلاثاء، مرحلة جديدة من التصعيد، بسبب ما قالوا إنه إخلاف الحكومة وعودَها ومماطلتها بخصوص مطالب المعطلين. وعلمت «المساء» من قيادات داخل تلك المجموعات أن مرحلة التصعيد الجديدة «ستشهد أشكالا نضالية غير مسبوقة». وأوضح عبد الرحيم مومني، نائب الكاتب العام للتجمع المغربي للأطر المعطلة، التي تضم في عضويتها أكثر من 500 معطل، أن الحكومة «تماطل وتعد وتخلف وعودها وأضَرَّت بقضيتنا ومشاعرنا». وأضاف مومني، في اتصال مع «المساء»، أن مجموعته عقدت لقاء قبل يومين مع مستشار الوزير الأول عبد السلام البكاري، الذي طالب مجموعات المعطلين بالالتزام بالهدنة المفتوحة «وضرب لنا مرة أخرى موعدا جديدا يمتد من 23 إلى 30 من الشهر الجاري، حيث أكد لنا أن الوزارة الأولى ستحل الملف من جذوره». الأمر نفسه أكده رشيد العدوني، عن مجموعة الشعلة للأطر المعطلة، الذي قال ل»المساء» إن الحكومة ما فتئت تقدم الوعود تلو الأخرى «لكن لم نر شيئا يتحقق من وعودها، فنحن ملتزمون منذ تاريخ 7 أبريل بهدنة معها، على أمل أن تلتزم هي من جهتها بوعودها، لكنْ للأسف الشديد، مرت التواريخ التي وعدتنا فيها بتحقيق أملنا في الشغل دون أن يتحقق شيء». وتحدث العدوني عن 15 ماي الجاري كموعد ضربته الحكومة للوفاء بوعدها وقال إنه مر كأن شيئا لم يقع «بل على العكس من ذلك، كل ما فعلته الحكومة، في شخص ممثلها، هو إعطاء وعد جديد في اليوم الذي كان يفترض أن تبشرنا الحكومة بتحقيق وعدها!». وتحدث البكاري لمجموعات المعطلين عن «صعوبات تقنية» تحول دون وفاء الحكومة بالتزاماتها، وخاصة وزارة التربية الوطنية، حيث قال لنا «إن الوزارة مُنِحت فقط 600 منصب، وهو رقم لا يكفي للوفاء بالالتزام الذي قطعته الحكومة على نفسها بشأن قضية المعطلين، حسب التصور الذي طرحه مستشار الوزير الأول». واتهم المعطلون الوزير الأول عباس الفاسي بعدم النظر إلى قضيتهم بجدية «وقد ظهر لنا المؤشر عشية أول أمس عندما قدم الوزير تصريحه أمام البرلمانيين لكن لم يأت على ذكر قضية البطالة والمعطلين بتاتا». وتتوالى لقاءات المجموعات المعطلة التي يبلغ عددها 11 مجموعة لعقد جموعها العامة، بغرض النظر في التطورات الجديدة وبحث سبل مواجهتها. وتشير المصادر الرسمية إلى أن عدد الأطر المعطلة في المغرب يصل إلى 2700 معطَّل، ووعدت الحكومة بتحقيق «إنجاز تاريخي» بشأن هذه المعضلة، من خلال توظيف جميع المعطلين، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.