عادت أجواء الاحتقان والتوتر مجددا إلى شوارع الرباط، بعد ما يقرب من شهرين من الهدنة بين المعطلين والدولة، إذ تراجعت حدة الاحتجاجات، مباشرة بعد عقد ممثلي المجموعات، لقاء مع عبد السلام البكاري، مستشار الوزير الأول، بحضور ممثلين عن وزارة الداخلية، مستهل شهر يناير الماضي، وهو اللقاء الذي تم الاتفاق خلاله، حسب ما ذكره مسؤولو الأطر العليا المعطلة، على تسوية الملف في غضون أسابيع، ويتهم المعطلون الجهات الوصية على الملف، بالإخلال بالتزاماتها وتعهداتها، بينما اعتبر عبد السلام البكاري، مستشار الوزير الأول، في تصريح لالتجديد، أن اللقاء الذي عقد في شهر يناير، جاء بعد شبه تصعيد من طرف المجموعات، فتم عقد لقاء مع ممثلي المجموعات، في إطار اللقاءات العديد التي كانت تنظم بشكل مستمر، وأكد البكاري أنه خلال اللقاء المذكور تم التأكيد على أن جل التدابير السابقة لم تتم قبل فبراير أو مارس، هذا هو الالتزام الوحيد الذي كان، ولم يكن هناك أي التزام آخر، يضيف البكاري، وأكد أنه في إطار التضامن الحكومي، هناك تنسيق بين مختلف القطاعات، إذ انخرطت بشكل جماعي في تدبير الملف، وأفاد المتحدث في تصريحه بأنه تم عقد لقاء أول أمس مع آخر قطاع وزاري في الموضوع، وليس هناك أي أمر يدعو إلى القلق، أو إلى التصعيد، واعتبر أنه ليس هناك أي تأخر في الإعلان عن المناصب، وأن هناك أمورا تقنية يتم ضبطها. من جهته، اعتبر رشيد العدوني، الكاتب العام لمجموعة الشعلة في تصريح لالتجديد، أن التصعيد الأخير يأتي من أجل الضغط على بعض القطاعات الوزارية، التي لم تستجب بعد لرسالة الوزير الأول، الموجهة للقطاعات الوزارية، من أجل تخصيص 10 في المائة من المناصب المالية للأطر العليا المعطلة، وأسفر التدخل الأمني، في حق مجموعات الأطر العليا المعطلة، يوم الثلاثاء 24 مارس 2010 عن إصابة أزيد من 100 إطار معطل، بينها 4 حالات من الكسور وحالات أخرى أصيبوا في مناطق حساسة من الجسم، وعلى مستوى الرأس، وكذا العديد من الإغماءات تحت تأثير الإصابة، حسب بيان للتجمع المغربي، تلقت التجديد نسخة منه، بالإضافة إلى شتى أساليب القذف والتحرش وغيرها من السلوكات المشينة يضيف البيان، كما أصيب في نفس اليوم العشرات من المعطلين، في صفوف كل من مجموع الاتحاد والشعلة والنضال. وعرفت شوارع الرباط، أمام البرلمان وساحة البريد، وباب السفراء، تعزيزات أمنية استثنائية، لمحاصرة مسيرات نظمت في آن واحد، بعد بيانات أصدرتها بعض المجموعات، تدعوا إلى التصعيد الشامل لجل المجموعات، بعدما طالت انتظاراتهم، يرى العديد من الأطر العليا المعطلة، بأن صبرهم قد نفذ، بعدما فقدوا الثقة في وعود الحكومة، خلال الحوارات المتتالية التي أجريت مع كل المجموعات، وأكد بيان التجمع، إصراره الأكيد على مواصلة معركة الصمود بكل تحدياتها، وأن خطوة اليوم لا تعتبر إلا الشرارة الأولى في المسار التصعيدي الذي رسمه التجمع، وعبر عن استيائه الشديد من تأخر الحكومة في تفعيل دفعة 2010 للأطر العليا المعطلة، وهو ما ذهب إليه رشيد العوني، الذي أكد أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد، إلى غاية تسوية الملف، والإعلان عن المناصب المخصصة للأطر العليا المعطلة. وكانت مجموع الشعلة قد أعلنت خلال ندوة صحفية لها، أن الإصابات المسجلة في صفوف المجموعة، منذ ما يزيد عن سنة ونصف، يتعدى 3000 إصابة، والعشرات من العمليات الجراحية، وهو ما يدل على أن حجم الإصابات في جل المجموعات سيكون ضخما وغير مسبوق.