احتضنت دار الثقافة الأمير مولاي الحسن في الحسيمة، وعلى امتداد يومي 14 و15 ماي الجاري، مراسيم الاحتفال باليوم الوطني للمسرح، بحضور كل من أحمد كويطع، الكاتب العام لوزارة الثقافة ومحمد الحافي، والي جهة تازةالحسيمة تاونات جرسيف، وعامل عمالة إقليمالحسيمة، مع ثلة من الفعاليات الثقافية والفنية التي حجت إلى الحسيمة ليتابعوا عروضا مسرحية نابعة من خيال شباب هوى الإبداع وتمرس في دروب الكلمة والحركة والمعنى والإيحاء.. هذا الاحتفال الذي كان فرصة لتكريم وجهين مسرحيين أعطيا الشيء الكثير للمسرح المغربي، منذ عقود خلت في زمن البدايات الصعب.. في الحسيمة، إذن، تم تكريم محمد التسولي، الفنان الذي بدأ مسيرته المسرحية في بداية الخمسينيات والذي وصفه صلاح الدين بنموسى -في كلمة ألقيت بالنيابة عنه- ب«سرحان المغربي» لسنوات الستينيات والسبعينيات، وأضاف أن «هذا الرجل الطيب ذا الملامح المتوسطية تعرفه خشبات المغرب وغيرها، تعرفه أشجار المعمورة التي استنشق هواءها وناقش مصير المسرح تحت ظلالها... التسولي العاشق للناس، للمسرح، لكل حركة والمقدر للمسؤولية، انبثق ضمن باقة من الشباب الراقي المثقف، نافس رفاقه المرحومِين مصطفى التومي، محمد العلوي، كمال السرغيني، محمد زهير، أحمد مشعل، عبد الرحيم إسحاق، هذه الوجوه لن ننساها ولن ننسى عطاءها لنا، ملامح سينمائية بالمواصفات العالمية، رافق كاليكولا وصعد جدار سارتر ودعا من يركب معه العربة لعبد الكريم برشيد وحط رحاله، بنصوص عالمية وحث على النطق باللسان العربي الفصيح.. وكل هذا ضمن البحث عن ثمن الحرية».. ويسترسل صلاح الدين في سرد معالم حياة أحد رواد المسرح المغربي قائلا: انبهر بتقنيات التلفزة فكتب مئات المشاهد وركب القطار شهورا وشهورا وانتظر جواب لجان القراءة لتعطيه الضوء الأخضر، تعب وعانى ومازال يعاني كثيرا. وأخيرا، ظهر الذئاب في دائرة وأولاد عمي امعاشو ومازال يكتب، لكن ليس هناك طريق سيار للموافقة، فالمنعرجات أنهكت قلبه ويرافقه نجله سعد لتحمل هذه المشاق المتلفَزة، لكن التسولي دائما في الإطار، حضوره في السينما يجعل عطشنا دائما لمشاهدته في أفلام وأفلام».. فهذا الرجل «المتسامح لا تهمه الجوائز ولا النجاح، إنه مستمر، فهو من طينة الوطنيين المقاومين الغيورين على هوية الشعب، لأنه يقطن في «درب الكبير»، مهدِ المقاومة وميزان حرارة الجماهير ومعاناتهم».. فالتسولي «يبحث في أعماله عن الحقيقة بكل وضوح، رغم أنه من الصعب البحث عنها وعبؤها ثقيل». أما زينب السمايكي، المكرَّمة في مدينة الحسيمة الرائعة الجميلة، كما وصفتها، فهي «إحدى رائدات الجيل الثاني من المسرحيين، حينما تشاهدها على الركح لا يسعك إلا أن تنبهر بأدائها المنفرد، فهي التي ضحَّتْ، لإيصال الفرجة الهادفة، وهي المؤمنة بالرسالة الخالدة لأبي الفنون والتي أعطت وبرّتْ لهذا «الأب»، وقد آن له أن يمنحها رضاه، ولو على الأعين».. يقول الشريف الخالدي ويضيف أن «تكريم زينب السمايكي يعد تكريما، وباستحقاق، لكل الفنانات اللواتي قاسين ويشعرن، رغم مكابدتهن، بالفخر»...