- كيف تولدت لديك فكرة إقامة أول رياض سياحي في مدينة تطوان؟ < في الواقع، كانت لدي معرفة بمدينة تطوان بحكم أنني كنت أقوم بزيارتها تقريبا كل صيف وفي كل عطلة متاحة، أثناء زياراتي السياحية للمغرب. واجهتني في مدينة تطوان على الخصوص قلة الفنادق والمطاعم، حيث لم أكن أجد أماكن للإقامة بمواصفات جيدة. كان كل الأصدقاء يحدثونني عن جودة وخصوصية الأكل التطواني، لكني كنت أسألهم دائما عن المكان المتاح فيه تذوق تلك الأطعمة التطوانية، فكان الجواب دائما هو في المنازل الخاصة، أي أن تتم دعوتك للغذاء من طرف أحد الأصدقاء في منزل العائلة. فكرت أنه من المستحيل أن تفرض نفسك على شخص ما ليدعوك إلى منزل العائلة حتى تتمكن من الاستمتاع بالأطباق والمأكولات التطوانية الشهية، حينها تولد لدي انطباع بكون مدينة تطوان تستحق أن تحظى بمطعم راق كجميع المدن المغربية، إضافة إلى مدينتها العتيقة الرائعة وشققها الفخمة التي تستحق عناية واهتماما أكثر مما تحظى به الآن. أما بخصوص الرياض، فقد كان لدي منذ سنوات حلم دائم بإقامة فندق صغير. دائما كانت تروقني الفكرة وإن كانت لا علاقة لها بمهنتي الأصلية. ومباشرة بعد معرفة المغرب، رأيت أن الفكرة يمكن لها أن تتوسع أكثر، لأن المغرب بالنسبة إلينا بلد متألق. ومدينة تطوان، تتوفر على كل شيء، ابتداء من قربها من إسبانيا كمدخل لأوربا، وانتهاء بتراثها المعماري الأندلسي. وعكس بعض المدن الصغيرة الأخرى كأصيلة أو الصويرة وشفشاون، التي تتوفر على عدد كبير من الفنادق والمطاعم، فإن تطوان رغم أنها كبيرة، فإنها لا تتوفر على ذلك. - كيف ترين مستقبل السياحة في المدينة؟ < في نظري السياحة مازالت تائهة. فأغلبية زبنائي طيلة السنة هم موظفون يشتغلون في معهد سيرفانتيس أو القنصلية الإسبانية أو جمعيات أخرى، بالإضافة إلى زبناء آخرين يفدون إلى المدينة في إطار زيارات عمل من طرف حكومة الأندلس ومستثمرين. أما بالنسبة إلى السياح، فهم قليلون جدا باستثناء فصل الصيف. كما أن السياح الفرنسيين بدؤوا يزورون الرياض نظرا لإدراجه ضمن دليل سياحي هناك، وهو ما شكل مفاجأة لي، وصار دليلا على جودة الخدمة التي نقدمها. - وماذا عن السياحة الداخلية؟ < السياحة الداخلية ضعيفة نوعا ما، باستثناء فصل الصيف حيث تنشط الحركة السياحية في المدينة. في الواقع، إن السياحة الداخلية تقتصر على أشخاص لهم مستوى عال وخاص. اعتقد أن المغرب يمر الآن بما كانت تمر به إسبانيا منذ سنوات. فالمغاربة لا يولون الاهتمام الكافي بمدينتهم العتيقة، رغم ما تمثله من تراث حضاري وإنساني. أكثر من ذلك ففي فصل الصيف كان لدي زبناء مغاربة أغلبيتهم لم يكونوا يريدون البقاء في رياض يقع داخل المدينة العتيقة، لأنهم كانوا يفضلون فندقا عصريا عاديا على فندق فخم بطابع عربي. - باعتبارك أول أجنبية تفتح رياضا في المدينة، هل تعترضك مشاكل؟ < المشكلة الأساسية هي مع المرشدين السياحيين غير القانونيين. فهم يضغطون بشدة على الزبناء من أجل التبضع في بعض الأماكن المحددة سلفا من طرفهم، حيث تمنح لهم نسبة مائوية من قيمة المقتنيات. لقد تأكدت في مناسبات عديدة كيف يحاولون إقناع زبنائي بتغيير الرياض بمكان آخر أو أن الرياض قد تم إغلاقه، بل وفي بعض الأحيان كنت أسمع ذلك بنفسي منهم. - لماذا راهنت في مشروعك على تقديم الأكلات التطوانية؟ < لأنها تتميز بلذة متميزة مقارنة مع المدن الأخرى، وهذا ما يريده الزبون. فلا يعقل أن يأتي السائح الإسباني ونقدم له وجبة الباييا (البقية) الإسبانية. أغلبية زبنائي لهم مستوى ثقافي عال، كما يهتمون أيضا بالأكل التطواني وخصوصياته. - هل واجهتك بعض المواقف الغريبة في الفندق؟ < أغرب ما حدث لي هو طلب زبون إيطالي دجاجة حية برية ليذبحها بنفسه في الحادية عشرة ليلا قبل طهيها! وآخر طلب مني في منتصف الليل أن أشتري له بيجاما (لباس النوم)، لحسن الحظ فقد تمكنت من تحقيق طلبيهما.