نظمت في تونس العاصمة، يوم السبت الفارط، ندوة علمية حول موضوع: «التراث الموسيقي العربي في قلب وسائل الإعلام والوسائط المتعددة»، احتضنتها جامعة المنوبة، الواقعة في ضواحي العاصمة التونسية. وقد افتتحت أشغال الندوة البروفيسور هند بن غزالة، رئيسة جامعة المنوبة، التي اعتبرت أن تنظيم الندوة يدخل في باب انفتاح الجامعة وإغناء الدروس التي يتلقاها الطلبة، في إطار المقررات، بأفكار يحملها أساتذة مختصون. ومن جهتها أكدت شيراز العطيري، مديرة المعهد العالي للوسائط المتعددة التابع لجامعة المنوبة، على الإضافة التي يمكن أن تمنحها مثل هذه الندوات للدرس الجامعي، في ربط بين النظري الصرف وتجارب أناس خبروا الميدان. وشارك في جلسة الصباح، التي ترأسها البروفيسور محمود قطاط، مؤسس المعهد العالي للموسيقى في تونس، والعضو النشيط في المجمع العربي للموسيقى، التابع لجامعة الدول العربية، كل من الأستاذ أنس غراب من تونس، بموضوع «ملاحظات حول علاقة الموسيقى العربية الأندلسية بالنظريات الموسيقية الشرقية»، محاولا أن يتلمس العلاقة الممكنة بين فصول أداء النوبة ومراسيم الأداء في الموسيقى الشرقية، وفق ما أسس له الفارابي وابن سينا وغيرهما.. ومن المغرب، شارك الباحث الموسيقي ومعد البرامج الفنية على دوزيم عبد السلام الخلوفي بموضوع «حضور الموسيقى الأندلسية في وسائل الإعلام المغربية»، حيث قام بعملية إحصائية لمختلف الحصص المبثوثة بالمباشر، من أيام «راديو ماروك» و«إذاعة طنجة»، مذكرا بالأعلام الذين أدوا هذه الوصلات، مرورا ببدايات الإذاعة الوطنية، وصولا إلى انطلاق التلفزة المغربية، بداية الستينيات، مستعرضا الحصص المبثوثة بالمباشر والحصص المسجلة على أشرطة 6 ملم، فالمسجلة بالفيديو، إلى دخول التقنية الرقمية، معرجا على الحديث عن كيفية صياغة المادة التراثية إعلاميا، مقدما مجموعة من النماذج البصرية من البرنامجين «شذى الألحان» و»الكلام الموزون». من جهته قدم الأستاذ عمر متيوي، من المغرب، عرضا حول تجربته الخاصة كموسيقي حاول أن يقدم خدمة لفن الآلة وفن السماع المغربيين، من خلال توثيقهما عبر العديد من التسجيلات، التي أشرفت عليها شركات عالمية، كما حاول في هذه التسجيلات أن يتمسك بالأصالة ويبتعد كلية عن كل ما يمكن أن يشوش على الفنين، سواء في ما يتعلق بإدخال الآلات الغربية أو في ما يخص الأداء الصوتي. وتناولت مداخلة الأستاذ محمد رضى بسطنجي، رئيس جمعية مزغنة لموسيقى الصنعة في الجزائر العاصمة، أنماط النوبة الموجودة في الجزائر، انطلاقا من مدرسة الغرناطي في تلمسان ومرورا بمدرسة الصنعة في العاصمة، وصولا إلى مدرسة «المالوف» في قسنطينة. جلسة المساء، التي ترأسها حفيظ مكني، الأستاذ الباحث في المعهد العالي للوسائط المتعددة، شارك فيها كمال اسماعلي من الجزائر، المدير الفني الجمعية الأندلسية في نانسي الفرنسية، بموضوع عن «الوضعية الحالية للنوبة: الأداء والآلات»، متحدثا عن مختلف أساليب الأداء في النوبة الجزائرية، ومستعرضا مختلف الآلات المستخدمة في المدارس الثلاث للنوبة في الجزائر. ومن جهته، شارك الدكتور سيف الله بن عبد الرزاق، مدير المعهد العالي للموسيقى في الجزائر، بمداخلة حول الاستفادة الممكنة من الإعلاميات بالنسبة إلى الفنون التراثية بشكل عام، سواء في ما يخص التسجيل أو التوثيق أو الخلق والابتكار. وختم المداخلات الأستاذ أسعد بنحميدة بموضوع حول «خصوصية المدونة الإيقاعية في «المالوف» التونسي»، معززا عرضه بنماذج سمعية وبصرية، لمختلف الإيقاعات المستعمَلة في النوبة التونسية، مقارنة مع تلك المستخدمة في بقية الدول المغربية.