كشف كريم بلقاضي، المدير العام ل«شنايدر إلكتريك المغرب» عن أن الشركة تتجه لدراسة تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة في المغرب بشراكة مع المجموعة الفرنسية «سولير ديريكت» المتخصصة في الطاقة الشمسية، حيث قام مسؤولو الشركتين بزيارة إلى المملكة خلال الأسبوع المنصرم لتقديم مشاريع تهم «المشروع المغربي للطاقة الشمسية» الذي تبلغ تكلفته 9 مليارات دولار ويستغرق تنفيذه عشر سنوات ومن المنتظر أن ينتج 42 في المائة من الطاقة الحرارية النظيفة المستخرجة من الألواح الشمسية، ارتباطا بالخطة العالمية لخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقال بلقاضي في ندوة صحفية أقيمت بالعاصمة الاقتصادية يوم الجمعة الماضي، إن الشركتين ستشاركان في طلبات العروض التي أطلقتها الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، بملف اعتبره بلقاضي قويا، حيث أن «شنايدر إلكتريك المغرب» متواجدة بالمملكة منذ 60 سنة ولديها خبرة واسعة في المجال الطاقي، بالإضافة إلى شركة «سولير ديريكت» الفرنسية المتخصصة في صناعة الألواح الشمسية والتي تدير عدة مشاريع طاقية بأوربا، وبذلك اعتبر أن الشركتين من المتوقع أن تظفرا بحصة مهمة من المشروع الطاقي المغربي . وأشار إلى أن المغرب الذي يعمل على استخدام الطاقات البديلة تدريجيا لتبلغ 20 في المائة من مجموع الطاقة المنتجة، يمكن له أن يتحول على المدى البعيد من بلد مستورد إلى بلد مصدر للطاقة النظيفة، معتبرا أن إنتاج 2000 ميغاوات من خمس محطات ممتدة على مساحة 10 آلاف هكتار وهي ورزازات التي ستستقبل الوحدة الأولى وتبلغ طاقتها 500 ميغاوات والتي سيبدأ العمل بها سنة 2015، إلى جانب عين بني مطهر وبوجدور وطرفاية و فم الواد وسبخت الطاح، هو برنامج طموح سيمكن المغرب من التقليص من فاتورته النفطية باعتبار أن نمو الطلب على الطاقة الكهربائية يقدر بنحو 9 في المائة سنويا بسبب حاجات التوسع الصناعي والعمراني والمشاريع الكبرى في البنية التحتية التي يشهدها المغرب . واعتبر يونس السلاوي، مستشار الرئيس المدير العام لشركة «سولير ديريكت»، أن استيراد المغرب لأكثر من 96 في المائة من حاجياته الطاقية يشكل عبئا كبيرا على التوازنات الاقتصادية والمالية، حيث بلغت الفاتورة الطاقية سنة 2008 حوالي 50 مليار درهم، مما يدفع إلى تكثيف البحث عن مصادر بديلة للبترول الذي يصل سعره أحيانا لأكثر من 140 دولار، لاسيما الطاقات المتجددة التي لا تستغل بالشكل الكافي بالمغرب، حيث أن تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية انخفضت خلال العشر سنوات الماضية إلى أكثر من 60 في المائة، وهو ما يشجع عدة بلدان كالمغرب للاستفادة من هذا الخيار وبأقل تكلفة، ينضاف إلى كل ذلك أن الاعتماد على الطاقة الشمسية سيساهم في خلق فرص عمل للمغاربة تفوق بأربعين مرة ما توفره الطاقة الريحية. يشار إلى أن رقم معاملات شركة «شنايدر المغرب» بلغ سنة 2008 حوالي 400 مليون درهم، حيث تضاعف هذا الرقم بأربع مرات عما كان عليه منذ ثلاث سنوات، وبنمو 30 في المائة مقارنة بسنة 2007، وتعتبر «شنايدر إلكتريك المغرب» من بين 300 شركة الأولى بالمغرب من حيث نمو رقم المعاملات، وتوجد «شنايدر إلكتريك» بالمغرب منذ 60 سنة من خلال «تيليميكانيك المغرب» التي رأت النور سنة 1950، إلى أن تأسست «شنايدر إلكتريك» سنة 1996، وتوفر الشركة حوالي 100 منصب شغل قار بالمملكة، وتعتبر رائدة في مجال توزيع الكهرباء والتحكم الصناعي، وتتواجد مجموعة «شنايدر إلكتريك» العالمية في أكثر من 120 بلدا وتوظف 120 ألف شخص برقم معاملات يفوق 18.3 مليار أورو تم تسجيله سنة 2008، حيث تستحوذ أوربا على نسبة 44 في المائة من هذا الرقم، ثم أمريكا الشمالية بنسبة 27 في المائة، ونسبة 19 في المائة بآسيا .