اكتشف الباحثون علاجاً جديداً لسرطان البنكرياس، الذي عادة ما يموت مرضاه بعد التشخيص بفترة زمنية بسيطة، والشيء الذي يعطي تفاؤلاً بأن هذا العلاج مناسب لمرض سرطان البنكرياس، أنه يُستخدم أيضاً في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي. هذا العلاج يستهدف مركبات الأنكوجين التي هي السبب الرئيسي في الإصابة بالسرطان، ومازالت التجارب جارية لمعرفة ما إذا كان الدواء قادراً على التعامل مع سرطان القولون والرئتين. وقالت رئيسة فريق البحث القائم بتلك الدراسة «نيكول موراي» إن سرطان البنكرياس هو مرض مميت وقاتل جداً وإن كل الأدوية الكيميائية التي تُستخدم لعلاج هذا المرض غير فعالة بالمرة. ودرس فريق موراي دور جينات الأنكوجين في الإصابة بسرطان البنكرياس، وقد وجدوا أن لهم دورا فعالا أيضاً في الإصابة بسرطان القولون والرئة. قام فريق البحث بدراسة جينات تُدعى (كراس) KRAS وهي جينات مسؤولة عن 90% من كونها السبب في الإصابة بسرطان البنكرياس، ولكن هذه الجينات لم ينجح معها العلاج الذي تم اكتشافه، وقال موراي إنه لهذا السبب السابق، فقد اضطررنا إلى دراسة مركبا الأنكوجين(PKCi) . وقال الباحثون إنه عند وجود مستويات عالية من PKCi، فإن نسبة النجاة تكون قليلة جداً، حيث إنه في معظم حالات الإصابة بسرطان البنكرياس تكون فرصة بقائهم على قيد الحياة لمدة متوسطها 493 يوماً، وهذا بالمقارنة مع المرضى الذين يعانون من نسبة متوسطة من الأنكوجين، حيث إن متوسط بقائهم على قيد الحياة هو681 يوماً. إن البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بالنسبة لمن يعانون من نسبة عالية من الأنكوجين هو بنسبة %10 مقارنة المرضى الذين يعانون من مستويات قليلة من مركبات الأنكوجين، هذا وقد وجد باحثون أن وجود مركبات الأنكوجين هو ضروري جداً لنمو الخلايا السرطانية في البنكرياس. وقالت موراي: «إن الأنكوجين لا تنمو كما تنمو خلايا السرطان، حيث إنها لا تقوم بغزو الأنسجة الأخرى بشكل جيد». وهذه النتائج تشير إلى أن العلاج المقترح والذي يُستخدم في علاج التهاب المفاصل، له دور فعال مع مرض سرطان البنكرياس في حال تناوله وحده أو تناوله مع العلاج الكيماوي، والذي بدوره يستهدف مركبات PKCi، وقالت موراي إن هذا العلاج قد يمنع الخلايا السرطانية من التزايد، مما يجعل العلاج الكيماوي أكثر فعالية. وأضافت موراي قائلة: «تعرفنا على مركبات PKCi وهو لا يفيد فقط في علاج سرطان البنكرياس ولكنه مفيد أيضاً في التعرف على بعض الأمراض الأخرى». وقال ويليام فيليبس، مدير الأبحاث السريرية في جمعية السرطان الأمريكية: «إن سرطان البنكرياس في حاجة ماسة إلى فرص علاجية جديدة، ولكن العمل على إيجاد فرص علاجية جديدة لا يبدو أنه يسري بشكل جيد». وأضاف قائلاً: «كل عام يتم التعرف على 40000 حالة إصابة بسرطان البنكرياس، ويموت منهم 35000، حيث إن المدة النمطية لوفاة المرضى تتراوح بين خمسة وسبعة أشهر». ويقول فيليبس أيضاً: «إن سرطان البنكرياس هو من أقوى الأمراض التي تقاوم العلاج، بل وهو من أكثر الأمراض التي يتم التعرف عليها أو يتم تشخيصها في مراحل متقدمة». وأتبع قائلاً: «بالنسبة لدواء Gezmar وهو الذي تم اكتشافه لعلاج سرطان البنكرياس، هو دواء فعال ولكن على الحد الأدنى للفعالية، فقد يعمل على إطالة فترة البقاء لمدة شهرين أو أكثر على قيد الحياة». وقال فيليبس إنه من الجيد استهداف مركبات PKCi، فهي فكرة جيدة للغاية. وقد وجد الخبراء أن هذه النتائج مشجعة للغاية، بل إنهم شددوا على ضرورة البحث عن بدائل علاجية عديدة لتحسين حالة المريض، بل وقالوا إنهم يتوقون إلى رؤية نتائج مشجعة أخرى لدراسات سريرية وغير سريرية.