في سابقة غير متوقعة، دعا إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية -الذي كان، إلى عهد قريب، من أشرس خصوم حزب العدالة والتنمية- إلى التحالف مع هذا الحزب. وقال لشكر، في حديث إلى «المساء» بهذا الخصوص، إن حزب الاتحاد مطالب، خلال مؤتمره الوطني القادم، بمراجعة تحالفاته الحالية لأن الاتحاد ليس في حاجة إلى تحالف مع أحزاب واهية وضعيفة، بل في حاجة إلى أحزاب لها امتداد حقيقي ولها مسافة مع السلطة وتمتلك الجرأة على التعبير عن مواقفها بوضوح وشفافية في محاربة الفساد والمفسدين. وزاد لشكر متسائلا: «فمن هو الحزب الأقرب اليوم إلى الاتحاد والذي يمكن التحالف معه، خاصة على مستوى الجماعات المحلية، لأن تدبير الشأن المحلي يستلزم بالضرورة أحزابا لا لصوص فيها؟»، قبل أن يجيب: «بالطبع، الاتحاد ينبغي أن يتحالف مع أحزاب قادرة على الدفاع عن الانتقال الديمقراطي ومواجهة أي اختلال في مؤسسات الدولة أو أي تمييع للحقل السياسي من خلال العودة إلى حكم التكنوقراط». وبخصوص ما إذا كانت المرجعية اليسارية للاتحاد تمنع هذا التحالف مع حزب بمرجعية إسلامية، قال لشكر إن مرجعيتنا لا تمنعنا من البحث عن أحزاب تجمعنا بها قواسم مشتركة مرحليا بما يؤدي، لا محالة، إلى التوافق حول برنامج حد أدنى نضالي تقتضيه المصلحة العليا للوطن، مضيفا أن محطة الانتخابات التشريعية الأخيرة لم تكن محطة تراجع فيها الاتحاد لوحده، وإنما تراجعت فيها سلطة الأحزاب كلها، والحزب الوحيد الذي كانت له الشجاعة وقام بنقد ذاتي جريء بعد هذه المحطة هو حزب الاتحاد، فيما توهم البعض أنه خرج منتصرا من هذه المحطة. وبدوره، قال لحسن الدوادي نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الخلاف مع الاتحاد لا يمنع من التحالف معه خاصة وأن هذا الحزب فيه تيارات معروفة بنزاهتها ومقاومتها للفساد، مضيفا في الوقت نفسه أن التحالف، سواء مع الاتحاد أو مع أي حزب آخر، أصبح ضرورة وطنية لإنقاذ البلاد من مستنقع الانتقال الديمقراطي الذي غرقت فيه.