عشر ساعات من التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها مدينة الصويرة نهاية الأسبوع الماضي، كانت كافية لتحويلها إلى منطقة شبه معزولة وقطع أهم الشوارع العمومية أمام حركة المرور، حيث وجد السائقون والراجلون صعوبة كبيرة في التنقل، كما أغلقت معظم المؤسسات التعليمية والإدارية والخدماتية أبوابها.مشاهد من يوم ماطر كاد يتحول إلى كارثة بالصويرة (خاص) وأكدت مصادر متطابقة ل"المغربية"، أن الحالة المهترئة لقنوات الصرف الصحي لم تتمكن من تحمل قوة تدفق المياه، ما عرضها للاختناق وطفوح سيول المياه على مختلف أحياء المدينة، وتسبب أيضا في تسربها إلى عدة مؤسسات تعليمية وإنتاجية ومحلات تجارية، وعدد من البيوت داخل المدينة العتيقة كتلك الموجودة بأحياء الشبانات والبواخر ودرب أكادير والملاح، وكذا بالتجزئات السكنية الحديثة كالتجزئة الخامسة و الرونق وأزلف. كما تسببت سيول وادي القصب، التي اجتاحت شارع محمد الخامس عند مدخل المدينة، على الطريق الرابطة بين هذه الأخيرة ومدينة أكادير، في هلع كبير في سكان المدينة، لكن الجهود التي قامت بها المصالح المختصة من خلال لجنة اليقظة بعمالة الصويرة، المكونة من جميع المصالح الإدارية المعنية، بددت نسبيا هذا الهلع، إذ سخرت كل إمكاناتها، وإن كانت متواضعة، للقيام بما يمليه عليها الواجب في مثل هذه الحالة. للإشارة، فإن الفيضانات التي شهدتها الصويرة سنة 1996 بسبب تهاطل أمطار غزيرة ساهمت في ارتفاع أمواج البحر وفي ارتفاع منسوب المياه بالمدينة، أدت إلى وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، خاصة بضواحي المدينة. وتتساءل مصادر من المجتمع المدني، إن كان هناك عزم أكيد و إرادة قوية للجهات المنتخبة لحل معضلة الصرف الصحي بالصويرة، قبل أن تقع كوارث لا تحمد عقباها، علما أن المدينة عبارة عن شبه جزيرة تحيط بها مياه البحر من كل جانب، ومنسوب مياه وادي القصب من جانب آخر. وأكدت مصادر مهتمة بالشأن المحلي، أن التساقطات المطرية الأخيرة لو استمرت أزيد من 48 ساعة متواصلة لأصبحت المدينة معزولة بشكل تام، ولأضحى سكانها في عداد المنكوبين، ما يعيد مرة أخرى إلى الأذهان سؤال البنيات التحتية بالمدينة.